هذا أنا الحاضر الآتي بقافلتي أمشي وأزرع في أرض اليباب ربى

الاثنين، 3 أغسطس 2009

ماسة العشاق
 عبد الله الهدية الشحي 
سـاءلـتـهـا كـيف الغرام يطاق
وهـواك تـكـتـم سره الأحداقُ
مـنـ ذا الـذي تـبـغين منا ودهُ
تـغـريـن أنـت وكلنا عشـاق ُ
ردت رويـدك لا تـعـاتب موقفي
أنـت الـحـبيب وما سواك رفاقُ
مـجـنون حبي ذق معي طعم الوفا
فـأنـا الـتـي تسمو بيَ الأخلاقٌ
وأنـا الأصـالة والصراحة مبدئي
وأنـا الـفضاء الرحب والاشراقُ
ولـئـن رأيت مع الجميع سجيتي
لـضـفـاف دفء حديثهم تنساقُ
ولـئـنـ منحت وصالهم عفويتي
فـالـطـيب طبعي الإخاء نطاقُ
وتـسـاءلـت لـما رأتني مذهلاً
بـحـديـثـهـا ينتابني الإطراقُ
هـل أنـت مـثلي بالهوى متيقنٌ
أمـ غـرَّ سـمـعـك سيدي أفّاقُ
فـأجـبـتـهـا إني بأمرك حائرٌ
مـع غـيرتي تجتاحني الأشواقُ
أهـواك كـلـي والوعود تذيبني
أهـفـو وقـلـبـيـ لـلقا توّاق
إنـيـ لأعـلـم أنـه لـمصابهم
قـد جـرَّك الاحـسان والاشفاقٌ
أنـا واثـقٌ بـصـفاء طبعك إنما
يـلـهـوا بـنجوى خافقي الإقلاقُ
أخشى عليك من الصحاب إذا رمت
أفـواهـهـمـ ما تشتهي الأشداقُ
وأغـار مـنـهم إن حظوا بعبارةٍ
يـا ويـح قـلبي كيف ذاك يطاقُ
فـالـكون لا يخلو من الغدر الذي
قـد بـطَّـنـت أشواكه الأطواقُ
ومـنـ الـمصالح إن تجلت حاجةُ
جـعـلـت حـياء المدّعين يراقُ
يـا مـاسـة الـعشاق إني مغرمٌ
والـعـشق في شرع الغرام وفاقُ
آمـنـت أن الـحب أسمى غايةٍ
تـسـعـى لقطف ثمارها الأعماق
فـتـذوقـيـ عـندي ملذات الهنا
ودعـيـ الـحياة ينيرها المشتاقُ
يـا غـايتي أنت الأمان لحاضري
أنـت الـشـذا والـنور والاذواق
وأنـا الـمـشاعر والتفاني والمنى
والـوصـل والـتقدير والاغداق
قـزمـ غـامـهموا بجانب لهفتي
مـنـ ذا سـوى حبي لك العملاق
ردت وقـالـت : الـمودة سيدي
يـنـبـيك عنها خاطري الخفاق
يـا مـتعبي هذا الهوى في منهجي
حـلـمـ يـرف وعـاشـقٌ مداق
فـمـنـ الـمحبة إن تعيش مغرداً
تـشـدو وتـشـدو خـلفك الآفاق
مـنـ قال إن الحب سهدٌ مخطىءٌ
وكـذاكـ مـن قـال الغرام وثاق
لـيـسـ الغرام على الدوام روايةً
أبـطـالـهـا يـشقيهموا الإخفاق
شـهـد الـهوى بالتضحيات نناله
ولأجـلـه كـم قـدمـت أعناق
أمـا الـذيـ مـا بـيننا فهو الهنا
فـالـوعـد لـقـيا والوفا ميثاق
وجـدي بـوجـدك سائلي متغلغلٌ
والـقـلـبـ نـحوك للفدى سباق
فـاسـعد معي يرقى الوداد بحبنا
ودع الـحـسـود يميته الاحراق
أمـا الـرفـاق فلن أعيرك وقتهم
فـهـمـوا لـعـمري بالدجى إباق
وقـيـبيل أن تنهي الحوار تأملت
عـيـنـا غـشاها دمعي الرقراق
وتـنـهـدت لتقول لي يا شاعري
طـعـم الـسعادة بالوصال يذاق
لـكـنـهـا الدنيا وحكم صروفها
سـنـنـ الـحـياة تعاشر وفراق
ودعـها ومضيت في درب الرجا
فـتـنـاثرت من سيرتي الأوراق

أوقفي الأدوار
 عبد الله الهدية الشحي 
أوقـفي  الأدوار أنهي iiالمشهدا
لا تـزيدي قد عرفت iiالمقصدا
بـان مـا خلف الكواليس iiوما
كـان  مـخـفـياً بعينيك iiبدا
مـا  أجادت عينك الدور iiالذي
كـنـت فـيه مبتغاك iiالأوحدا
خـانـهـا الـتعبير يا سيدتي
فـأضـاعـت ما بذلتيه iiسدى
قـد عرفت القصد ما كنت iiأنا
مـن  تـزفـين له روح iiالفدا
فـالـهوى الجذلان ما عاد iiلنا
يحمل  الشوق ويزجي iiالموعدا
والـجـوى غـير مجراه iiولم
يـك مـثـل الأمس لي iiمتقدا
ابـتـسـامـاتك  والمعنى iiله
والمساءات  التي ترجو iiالمدى
والأمـانـي  والصبابات iiلمن
بـسماك  اليوم أضحى iiالفرقدا
ولـه  الـهمس وما قد iiيشتهي
ولـقـلبي من معانيك iiالصدى
أيـه  يا من غرها عهد iiالصبا
والـهـنـا في راحتيها iiعربدا
أنـت من أنت بأعراف الهوى
غـيـر  شوقٍ من رؤاه iiجردا
أنـت وردٌ نصفه الزاهي iiشذا
وبـواقـيـه سـمـومٌ iiومُدى
أي  طـيـبٍ يـسبي iiمهجتي
أي  غـدرٍ فيك يسقيني iiالردى
لا  تـقولي للهوى من ذا iiالذي
جـعـل  الشوق صعيداً iiجردا
أنت من أنت سوى حبٍّ iiسرى
بـعـدما عايش عندي iiالمولدا
وردةً  كـنـت بـبستان iiالوفا
يـجـذب الفجر شذاها والندى
خـدك  الـنور ونجواك الدنى
والـهـوى في مقلتيك المنتدى
كـنـت فـي ميلاد حبي iiأملاً
وبدرب  الوصل عنوان iiالهدى
وأراك  الـيـوم أنساً قد iiهمى
فـي  ربا غيري غراماً iiوندى
مـا الـذي أغـراك فيه بعدما
نلت  من عمري الوي iiالسؤددا
إيـه  يـا أنـت فـراقٌ iiدائمٌ
أطـلـق  الـعـزم مداه iiكمدا
إيـه يـا أنـت ويا ذاك iiالذي
لـصـبا  كفيك أعطى iiالمقودا
هـو  مـخـدوعٌ سيبقى iiهكذا
واهـمـاً  حتى يصير iiالأبعدا
ولـهـاً  مـفـتـونـةً iiايامه
طـالـمـا يقطف منك iiالرغدا
فـاذهـبي لست أبالي iiبالنوى
ولـيـكـن بعدك عني iiسرمدا
أوقـدي جـذوة وجـدي iiكلما
مـدت  الـذكرى لأيامي iiاليدا
زورقي  إن تاه في بحر الأسى
لا  تـظـنـي سـأناديك iiغدا
لست  ممن يرتضي ذل iiالهوى
والـهوى بالروح عندي iiيفتدى
فـأنـا عـودت نـفسي iiدائماً
فوق  عرش الحب أبقى iiالسيدا
مـن حظى مني بوصلٍ iiبرهةً
لـن يـرى يـومـاً كئيباً أبدا
لـسـت مـغـروراً بهذا iiإنما
حـق لـلإخـلاص أن iiينفردا
رغـم نـار البعد يبقى iiمبدئي
لـعـزيـز النفس دوما iiمعبدا
قـد  تـعـمدت الجفا iiفلتعلمي
إن  قلبي اليوم أضحى iiموصدا
وإذا مـا الـعمر أرخى iiحزنه
والـجـفـا فـوق رباه iiغردا
وتـخـلـت عنك أحلام iiالهنا
وغـدا لـيـل الـتلاقي iiسهدا
لن  ترى دنياك غيري iiمخلصاً
لـنحور  الذوق يهدي iiالعسجدا
يـمتطي  صهوة أنس iiالملتقى
يطرب الوصل إذا الوصل شدا
سـتـعـوديـن  لقلبي iiحينها
وسـيـبقى  الغدر سيفاً iiمغمدا
سـتـعـوديـن  ولكن iiحينما
لا يـكـون العود عوداً iiأحمدا
فـالـذي أنـكـر يـوماً iiخله
وسـمـه الـشك لذا لن يحمدا

هم أفسدوا الملح
 عبد الله الهدية الشحي 
الـظـاعـنـونَ  وراء الليل أين iiهمو
مـرّوا عـلى سدرةِ الأعرابِ iiوارتحلوا
أدّوا قـرابـيـنَـهـم للأمس iiوانقسموا
قـبـل الـطوافِ فلا تاهوا ولا iiوصلوا
لا  زال مـنـبـرُهـم يـجترُّ من iiلغةٍ
عـافـتْ مـوائـدَها المنسوخةَ iiالجُمَلُ
ولا  يـزالـون فـي دهـلـيزِ محنتِهم
بـلا  نـجـومٍ وقـد عـرَّتهموا السُبُلُ
جـفّـتْ  ضـروعُ قوافيهم على iiوطنٍ
تـنـاثـرتْ  مـن شـظايا بابهِ iiالمُقَلُ
جـفَّـتْ  وما جفَّ ملحُ العين في iiزمنٍ
تـنـاهـشـتـه  بدعوى السهرةِ القُبَلُ
أكـذوبـةٌ صـاغـهـا روّادُ iiمـذهبِهم
قـد  قـيـل : إن ضـياءَ القوم iiمُعْتَقَلُ
والـقـومُ فـي تيهِهِمْ عابوا القطارَ iiوقد
تـدافـعـوا خـلـفَ ما تحتاجه iiالإبلُ
نـامـوا  وهم يحسبون الحُسْنَ صَنْعَتَهُمْ
دومـاً... سـلامـاً سلاماً طبت يا فشَلُ
شـاخـتْ وسـائدهم من هجر iiشمعتِهم
والـحـلـمُ أمـسى من الأحداقِ iiينهَمِلُ
عَـنَـتْ مـأربـهـم لـليلِ iiوانسلخت
عـن  الـصباحِ فصاحَ النورُ ما iiالعمل
إن  الـظـلام الـذي لاذوا بـهِ iiجُـنُبا
ُبـالـعـارِ  زَمَّلَهُمْ .... يا قبح ما iiفعلوا
ًبـيـن  الـرمـاد مرايا فكرهم iiزُهِقَتْ
فـلا أذاعـوا لـهـا نـعياً ولا iiاحتفلوا
كـأن أوقـاتـهـم فـي عـينهم iiعسلُ
لـكـنـهـا فـي عيون المبتغى iiبصلُ
والـجـادلـونَ  سُـعَـيْفاتِ التعفَف لا
تـزال أيـديـهـمـو بـالذنبِ iiتَغْتَسِلُ
يـمـشـون  غرباً ويستجدون iiمشرقَهم
يـحـبـون شرقاً وهم للغربِ قد iiمثلوا
سـيـقـوا  لبحر الظما والرعدُ iiيتبعُهم
والـبرق  يجلد ساقيهم ... فمن يصلُ ii؟
باءوا بشمسِ الصحارى الحاضناتِ iiأسىً
فـلا بـكـتْـهُـمْ غـيومٌ أو همى iiبَلَلُ
ديـنـارهـم  أنـكـرَ الورّاقُ iiمصدرَه
وصـادرتـه  عـكـاظٌ وهـو iiيرتجلُ
والـجـبُّ في غَيْهَبِ الشكوى iiيطاردُهم
والـذئـبُ يـرفـع دعـواه iiويـبتهِلُ
لـكـنـهـم  رغـم إيغالِ الشتاتِ iiبهم
لا  زال يـغـرسُـهـم بين السنا زُحَلُ
لـم  يـسلم القصرُ من إغراءِ iiساحرِهم
فـسـاحـرُ الـقومِ يُرْوى باسمه iiالمثلُ
تـلـهـو الـنـخاسةُ في نيروز iiمولده
ذاك  الـذي فـي مـداه الـحبُّ iiيُبْتَذَلُ
بـالـعـشـقِ بالطيب بالأشواق iiيقتلُهم
يـخـفـي الـرزايا وبالأفضالِ iiيَكْتَحِلُ
يـضـلـهـم بَـيْـدَ أن القوم في iiولهٍ
لـشـعـوذات الـذي يـنـتابه iiالوجلُ
هـل ينقل القصرُ إِثْمَ الكلبِ حين iiغوى
أم يـحـتـوي منْ أوى ما ليس iiيُحْتَمَلُ
هـذا يُـسَـمْـسِـرُ في إفشاء iiقبحِهمو
وذاك  يـلـعَـقُ مـا ساقوا وما iiحملوا
هـم  أفسدوا الملحَ من يشفي جراحَك iiيا
بـحـراً أبـى جـرحُهُ المسمومُ iiيَنْدَمِلُ
قـدّوا  قـميصَ الليالي البيضِ من iiدُبُرٍ
لـمـا تـجـاهلهم وقت الضحى iiالقِبَلُ
يـا  مـأتـم اليأسِ هل للبأسِ من iiأملٍ
يُـطَـمْئِنُ الشمسَ ضاقتْ بالسما iiالحيَلُ
لا الـطـائـفون على الأصنامِ قد iiألفوا
مـديـنـةَ الـمـتـنـبي حينما iiنزلوا
ولا دعـاةُ عـروسِ الـدهـر قد iiقبلوا
أبـواقَ  ( بـودليرَ ) والساحاتُ iiتشتعِلُ
كـلٌّ  رمـى فـي فضاء البوح iiوجهَتَه
فـهـدَّت الـريـحُ جـسراً كاد iiيَتَّصِلُ
أغـرتـهـمـو الرومُ فانساقوا iiلمحرقةٍ
وقـودهـا  الـعُـرْفُ والتاريخُ والْمِلَلُ
تـنـاسلوا من صبا (عشْتارَ ) iiوابتدعوا
طـلاسـمـاً نـبـتتْ في عشبِها العللُ
مـا  لـلـقـصيدة والنمل الذي iiعبثتْ
بـثـقـبِ أفـكـاره المفضوحةِ iiالدولُ
ومـا  لـها والرؤوس المترعات iiجوىً
إن ردّ كـبـشُ الـفـدا أو راح iiيعتزلُ
ومـا لـنـا والـعمامات التي iiاحتطبتْ
خـرطـومَها  حين أغرى نومَها iiالكَسَلُ
الـعـالـم  الـيـوم نحو النجمِ iiوجهته
وهـم عـلـى الـعهدِ يشقي أفقَهم طللُ
الا يـرون الـفـضـاءاتِ التي iiفُتحتْ
بـعـقـلِ  مـن لم يكن بالأمسِ iiيَنْتَعِلُ
يـاعـاذلـي فـي سـماءٍ لستَ iiتملِكها
(  ودّع هـريـرة إن الركبَ مرتحلُ ii)
إنـي وإن عـمَّ حـولـي الليلُ iiوالْمَلَلُ
بـاقٍ  أزيحُ الكرى عن عينِ من iiجهِلوا
عـنـدي شـواظُ اللظى والحلُّ iiوالحِلَلُ
والـمـدحُ  والوصفُ والتسبيحُ iiوالغزلُ
أسـدُّ  أبـوابَ أشـواقـي وتـفـتحها
مـن غـيـر علمي بهنَّ الأَعْيُنُ iiالنُجُلُ
فـأوْصِـدُ  الـنـفسَ بالإيمان iiأزجرها
أمـوتُ عـشـقـاً ولا يجتاحني iiالزللُ
هـذا  أنـا فـي سـنا الإسراءِ iiمنطلقٌ
أمـضـي  وتتلو رؤى أشعاريَ iiالرُّسُلُ
والـكـونُ  يـستافُ من آياتِ iiمملكتي
فـيـنـتـشـي في مداه الحسُّ iiوالأملُ
أنـا الـذي خـضـتُ يَمَّ الفكرِ iiممتطياً
عـيـنَ الـيقينِ التي تزهوا بها iiالشُّعلُ
رشـفـتُ  مـن خمرةِ الإبداعِ iiصبوَتها
فـلا  أنـا فـاقـدٌ وعـيـاً ولا iiثـمل
زرعـتُ موروثَ جدّي في خُطى iiقلمي
ُوصـار  بـحـثي بنورِ العصر iiيَكْتَمِلُ
رمَّمْتُ حصن الصدى سايستُ حاضرتي
أنـا الـقـديـمُ الـجـديدُ القادمُ الجذِلُ
مـرَرْتُ بـالـديـرِ ذاك الـدير iiأسأله
ولـم يـكـن معَ حادي العيسِ لي iiأَجَلُ
صـافـحـتُه  بعد سُؤْلي عن iiهوادجِهم
ولـم  أقـلْ لا سـعتْ رجلاك يا iiجملُ
مـالـي  ولـلـجـمل المسكين iiأشتُمه
والـطـائـراتُ بـذاتِ الحسن iiتَرْتَحِلُ
مـا دمـتُ فـي كوكبِ التجديدِ iiمبتكراً
لـن  أرعـوي أبداً عن سُؤْلِ من سألوا
إنـي لأعـجـبُ مـمـنْ سامَ iiملهمتي
وكـلـهـم مـن سـنـا أفكارِها iiنهلوا
كـم  حـاولَ الحاقدونَ النَّيْلَ من درري
فـجـنـدوا خبثَ من حلّوا ومن iiرحلوا
هـزّوا  جذوعَ قصيدي كي يروا iiرطبي
فـأَمْـطَرَتْهُم  سيوفاً .... حينها iiانذهلوا
فـشـاعَ فـي الـقـومِ ألاّ ملتقى iiلكمو
فـسـرحـوا  بـعضَكم وليغفر iiالخَجَلُ
مـاذا دهـاهم ؟ وما أعمى بصائرهم ii؟
مـا نـفـثهم إن شدا في المنتدى الجبَلُ
قـصـيـدهـم  نثرهم أدوار iiمسرحهم
عـنـدي بـسـطرٍ من التعبير iiتختزلُ
لـن  يـبلغوا مجمع البحرين في iiطلبي
خـاب  الـرجـاءُ وعزَّ المطلب iiالجللُ
إن شـاركـوا طـبَّلوا أو حاربوا iiقُتلوا
إن  أَحـجـموا زُلزلوا أو أَقدموا iiخُذلوا
نـفـاثـة  الـعُـقَـدِ الحُبْلى iiبزيفهمو
بـقـرتُـهـا الـيـوم لما هَبَّتِ iiالنزلُ

أبكي و لا أبكي
 عبد الله الهدية الشحي 
لَـمْـلِـمْ  جراحَ العمرِ حان iiالموسمُ
وامـسـح خـيوطَ الليلِ طالَ iiالمأْتَمُ
يـا  أنت يا عطشَ السنين إلى iiمتى
شـوقـاً إلـى رئـتيكَ تبكي iiزمزمُ
لا أنـت وارد صـفـوِها سلماً iiولا
لـك  قلبُ من فَرَضَ النوى iiيَسْتَسْلِمُ
فـإلـى مـتى تحتاجُها ويحولُ iiبيـْ
نـكـمـا الـعـذولُ الظالمُ iiالمُتَظَلِّمُ
روحـي  فـداك وأنت تَرْقُبُ iiدلوَها
وسـواك يـلـهـو بـالزلالِ وينعِمُ
وسـواك  مـا أدراك مـن همْ iiبيننا
مـكـرٌ بـآيـاتِ الـهـدى iiيَـتَلَثَّمُ
هـمـجـيـةٌ  للات والعزى iiغنيـ
مـةُ غـزْوِهـا ولنا المصيرُ iiالمعتمُ
مـن  كرهِهِمْ من غدرهمْ من iiقهرهمْ
مـن  شـرهـمْ سـيف العدالة iiيُثْلَمُ
لـغـرورهمْ  لسرورهمْ iiلحضورهمْ
لـشـعـورهـمْ  شرُّ النوائبِ iiيخدمُ
فـهـمو الشذا إنْ صافَحَتْك وجوهُهمْ
وهـمـو هـمـو والله هـمْ iiلَجهنمُ
هـم ردةٌ عـصـريـةٌ أو iiأنـهـم
حـربٌ عـلـى مـيـراثِنا لا iiأَعْلَمُ
هـم  كـل شـيء في الحياةِ iiمقزِّزٌ
بـوجـودِنـا  ومـصـيرِنا iiيَتَحَكَّمُ
مـيـدانـهـم  وعـدٌ يُعَزِّزُ iiبالمنى
ودعـايـةٌ تـبـدي الوضوحَ وتُبْهِمُ
مـتـواطـئـونَ مـطوقونَ بلؤمِهم
تـلـقـى  الـجوابَ بِرَدِّهِم iiيَسَْتَفْهِمُ
مـن مـكرِهِمْ ولجتْ جمالُ iiسمومِهم
سـمَّ الـخـيـاطِ فـكيف لا iiتَتَسَمَّمُ
لـبـسـوا رداءَ الـمدَّعين iiوأسبلوا
ثـوبَ الـنـفـاقِ وبالرياءِ iiتَعَمَّموا
رفـعوا  المصاحفَ فوق حدِّ سيوفِهم
لـكـنـهـا بـالـسِّـرِّ ظَلَّتْ iiتَعْدِمُ
نـشروك في صُحُفِ الخريفِ حكايةً
يـروي  مـعـانـيـها غرابٌ أَبْكَمُ
قـرؤوك فـي وجـه الشتاءِ iiقصيدةً
بـردتْ  مـقـاطعُها فضاعَ iiالمعجمُ
نـبـذوك خلف طموحِهم وعلى iiسنا
صـفـحاتِ  ماضيكَ المعتَّقِ دَمْدَموا
حـتـى  إذِ انـبـعث الشقيُّ iiبحقدهِ
وبـحـقـدِ  من صلوا عليه وسلموا
اسـتـنـفـروكَ بـخبثِهِمْ iiلشراكِهمِْ
واسـتـدرجوك إلى المُدى وترحموا
ذبـحـوا  الهداية مصبحين وأسلموا
أمـرَ  الـغـوايـةِ لـلذين iiتأَسْلَموا
عـقر  الحقوقَ ( قُُدارُ ) منتشياً iiوهمْ
أشـبـاهُـه  بـالـغـدرِ لكن iiألأمُ
فـلأنـك الموعودُ بالصرحِ iiالعظيـ
مِ  سَـيُـقْـتَفى أثرٌ و يُقطعُ iiمعصمُ
ولأنـك الـمـحظوظُ بالنفطِ iiالمُمَجَّد
سـعـره مـنـك الـقـبـائلُ iiتَنقمُ
أوّاهُ  من تخطيطِهم أوّاه من iiتدبيرِهم
أَوّاهُ  مـن كـيـدِ الـذيـن iiتَذَمَّموا
قـذفـوك  في جُبِّ الضياعِ iiوبعدها
جـلـبوا  القميصَ وبالبراءةِ iiأقسموا
هـذا الـقميص اليوم يكشفُ سترَهم
مـن  نزفِ ضوءِ الحقِّ جاء iiيُحَمْحِمُ
مـن  عـتـمةِ التهميشِ هلَّ iiمهلهلاً
طـلـعتْ  شموسُ العدل أين الأنجمُ
لـم يـبـدُ نـجمٌ والبشارةُ لم iiتصلْ
لـتـردَّ  أبـصـارَ الـذين توهموا
عـجـبـي من الأيامِ ما بال iiالمدى
بَـعُـدَ الـمـسار وغاب عنا البلسمُ
رهـط  الـقـميص تثاقلتْْ iiأقدامهم
والـريـحُ  جـاءتْ بـالتواترِ iiتُعلمُ
ضـاعـتْ  خـرائـطُنا فتاهَ iiدليلُهم
وغـدا الـبـشيرُ مِنَ المتاعبِ iiيَسأمُ
يـا هـدهـدَ الأنـباء ضاقَ iiمجالنا
قـل لـي متى أمرُ الضياعِ iiسَيُحْسَمُ
كـثـرتْ  أقـاويـلُ الـلئام iiبدارنا
يـا  صـدق هذا الوضعُ كيف iiيُؤَمَّمُ
هـدَّت  مـجـانيقُ الإشاعةِ حصنَنا
نـبـنـي  فضاءاتِ الصمودِ iiوتَهْدِمُ
كـلُّ الـخيول إلى الحضارةِ iiأُطْلِقَتْ
إلا خـيـول مـواطـنـيـنا iiتُلجَمُ
إبـداعـنـا لـطـعـامنا iiوزواجنا
أمـا  الـنـبـوغُ بـغيرِ ذا iiفَمُحَرَّمُ
هـم أَوصـلوك إلى محطاتِ iiالردى
هـم  حـددوا سـعرَ الولاءِ iiوقَيَّموا
إنْ  غـاب سـمـسارٌ تفرعنَ iiحاقدٌ
أو  مـاتَ جـلادٌ تَـمَـرَّدَ iiمـجرمُ
أغـراهـمـو جسدُ الرمالِ iiفسلطوا
ريـحَ الـسمومِ على القرى iiوتَكَتَّموا
بـئـس الـمراد وساء أمرُ iiضلالِهم
الـمـوت  دونـهمو ونهجي iiالأقْوَمُ
لـنْ يُـخضعوا رأساً سما بالمشتري
الـبـأسُ  فـيـه والـولاءُ وانـتمُ
وطـنـي وقـد آلـيـتُ ألاَّ iiأنحني
لـعـروشِـهـم  مهما استفزَّ iiالمَغْنَمُ
لـعـذابـك  المنحوت في قلبي iiوما
بـيـن الـحـنـايا من شذاهم أسْلَمُ
أمـعـذبَ الـقـلـب الوفيِّ iiبطبعه
ومـعـلـلَ الـقاسي الذي لا iiيَرحمُ
يـا أيـهـا المسكونُ في عشقي iiألا
تـحـنـو عـلى صَبٍّ بعزِّكَ iiيَحلمُ
يـا أيـهـا المزروعُ في كَبِدي iiكفى
آتـيـك أحـلامٌ وقـيـدُك iiمُـحْكَمُ
وهـواك أتـعبني ... لوصلكَ iiدلَّني
فـاضَ الـجـوى عـندي ألا iiتَتَفَهَّمُ
مـاذا أقـول لأضـلـعٍ iiمـشـتاقةٍ
بـاتـتْ عـلى أمرِ الوصالِ iiتُصَمِّمُ
مـاذا  أقـول لـغربتي في iiموطني
والـمـوطـنُ المحبوبُ عني iiيحجُمُ
حـاولـت أنسى بعض حُبِّك iiمكرَهاً
فـوجـدتـنـي عن حبِّكم لا iiأُفْصَمُ
فـإذا سـعـيتُ إلى الفراقِ iiتعطلتْ
سُـبُـلُ  الـبعادِ وخلتُ نفسي iiتُقْسمُ
أَأْتـيـك  فـي ركْبِ الوداع iiمرحباً
بـدوام حـبِّـك والـودادُ iiيُـخـيِّمُ
أنـسـاكَ فـي قـلبي وأذكرني iiوإذْ
بـي  فـيـك ينساني فؤادي iiالمغرمُ
رحـمـاك لا تـدع الـغرام يُميتني
وهـواك  في روحي الغرامُ iiالأعظمُ
إلاّكَ  إلاّكَ الـبـسـيـطـةُ iiكـلها
تـتـلـو نـواصعَ سيرتي iiوتُتَرْجِمُ
وطـنـي وسيفُك في التجاهلِ iiقاتلي
نـجـواك إيـلامٌ وبُـعـدُك عـلقمُ
خـذنـي  إليك رصاصةً تُدمي العدا
حـتـى يـسـيل على ثوابتِك iiالدَّمُ
خـذنـي بـروقـاً تستبيحُ iiظلامَهم
واجـمـع شتاتَ النورِ يصحو iiالنُّوَمُ
أنـا مـا عبرتُ إلى الجراحِ iiمقاوماً
لـولا  ولائـي والـمـقـامُ iiالأشهمُ
أطـعـمـتُ محراثَ الفداءِ iiسنابلي
والله إنـي بـالـمـصـالـحِ iiمُعْدَمُ
وطـنـي وهـذا القهرُ يلجمُ ساحتي
دعـنـي  أُعـرّي مـن بهمْ iiتَتَوَسَّمُ
دعـنـي أعـريـهم وأغسلُ iiزيفَهم
مـع زيـفِ مـن للكيدِ أمسى يَرسمُ
فُـضَّـتْ  بـكارةُ سرِّهم وأنا iiالذي
سـأزيـدُ سـفـكَ دمـائِـها iiوأُتمِّمُ
لـن  أستحي من كشفِ عورتِهم iiفقدْ
بـانـتْ هـشاشةُ سورِهم لما iiرُموا
فـاضـتْ خـطايا كفِّهم فاغرورقتْ
عـيـنُ المصائبِ والسقاةُ همو iiهمو
(  لـخـمٌ ) أضاعت بالزحام عِقالَها
فـقـدتْ  هـويـتَـها وباتتْ iiتَلطمُ
غـربـاء بـيـن ربـوعِها أبناؤها
الـلـحـنُ  سيطرَ والرفاقُ iiتعولموا
وجـدالُ  ( قيسٍ ) باللحى هل iiجائزٌ
تـقـصـيـرهـا أم أن ذاك iiمُحَرَّمُ
عـافـتـه  ألْـسِـنةُ الصدى iiلكنها
خـلـفَ الـتـناحر لا تزال iiتُصَمِّمُ
تـلـهـو ( ربيعةُ ) في ملذّات الهنا
وجـيـوشُ قـيـصرَ نحوها iiتَتَيَمَّمُ
(جـسـاسُ)  لم يطق المراسيمَ التي
أضـحـتْ بـقـوتِِ ديـاره تَتَحَكَّمُ
حـقـدُ (البسوس) يقوده نحو iiالردى
و(كـلـيـب) في ملكِ القبائلِ iiمغرمُ
الـنـار  تـأكل بعضها إنْ iiجوّعتْ
وتـبـيـد  خـلـقَ اللهِ لما iiتُضرَمُ
وسـهام ( ذبيانٍ ) تهشُّ على iiالنوى
ولـهـا مـآربـهـا الـتي لا iiتُفْهَمُ
تـقـسـو تـهـدد جارتيها iiتشتكي
وبـرأي  مـصـاصـي الدما تَتَكَلَّمُ
مـسـكـيـنـهـا ذئبٌ تأَبَّطَ iiأرنباً
يـغـري بـه فـاهَ الـذي iiيَـتَظَلَّمُ
وغـنـيـهـا  قطبٌ أحاديَّ iiالهوى
ابـتـاعـهُ  عـن عـالميه iiالدرهمُ
وَ( الأزدُ ) مـا عـادت كأزد زمانها
و( قريشُ ) يرثي رحلتيها (ضمضمُ)
احـدودبـت مـرآتُـهـا iiوتَكشَّفَتْ
حـجُـبُ  الضياعِ فكيف كيف iiتُقَوَّمُ
مـا ذنـبُ (عـنترةَ) المحبِّ iiلعبسِه
فـي  الـسلمِ عارٌ في الحروبِ iiيُقَدَّمُ
لا بـوركَ الـعـهـدُ الذي في iiظلِّه
الـشـهـمُ يُـنـسـى واللئيمُ iiيُفَخَّمُ
كـم  راهنتْ ( بكرٌ ) على iiمغوارِها
وَشَـدَتْ  قـصـائدُها بمنْ لا iiيُهزَمُ
واخـيـبـتاه  على الغضنفر iiحينما
صـرخـتْ  بـه غوثاً ففرَّ iiالضيغمُ
رقـد  الـعـلـوجُ على أسِرَّة نومِه
وعـلـى  تـماثيلِ الصمودِ iiتَهَكَّموا
لا سـيفَ لا خيّالَ في أرضِ iiالوغى
حُـرِقَـتْ  مـضـاربُها وناحَ اللوَّمُ
وطـنـي  تـقاسيمُ الصَّبا iiتجتاحُني
حـزنـاً وعـزفُ الـقوم جداً iiيؤلمُ
والله  قـد بـلـغتْ قلوبُ iiحناجري
نَـفَـسَ  الـمنى حتى غدوتُ iiأتَمْتِمُ
عـجـبـي وأنت ترى نوايا جمعِهم
لازلـتَ فـي تـدبـيرِ وأْدِكَ iiتُسْهِمُ
فـإلامَ وحـدي بـالـصمودِ iiمُحَمَّلٌ
وعـلامَ  وحـدي بـالـديـارِ iiمُتَيَّمُ
هـمٌّ عـلـى هـمٍّ ولا مـنْ iiمـنقذٍ
يـحـنـو  عـلـيَّ بـفكرهِ iiيَتَكَرَّمُ
والـعـدلُ من حولي تشظَّتْ iiشمسُه
والـظـلـمُ يـجـمـعُ ليلَه iiويُلمْلِمُ
والـكـون أرخـى لـلنوائبِ iiحبلَه
لـمـا رآهـا فـي حـيـاتي iiتنعمُ
وكـأنـه أفـقٌ تُـدَحْـرِجُ iiريـحُهُ
كـسـفـاً  يـساقطُها الزمانُ iiالمُعْتِمُ
عـبرتْ سيولُ جراحِه وادي iiالرؤى
فـعـتـتْ وليس لأمرِها من iiيعصمُ
والـمـزنُ تـقـذفُ ريشَها وإذا iiبهِ
صـخـرٌ  على صدرِ الحقيقةِ iiيجثُمُ
والـلـيل  أرسلَ عينَه نحوي iiعسى
يـلـقـى الـذي مـن أجله iiيتجشَّمُ
فـارتـد طرفُ العينِ مدحورَ iiالمنى
لـمـا رآنـي صـامـداً iiأتَـرَنَّـمُ
بُـهِـتَ الذي نَسَجَتْ مخالبُه iiالردى
وإذا  الـخـيـوطُ بـكـفه iiتَتصرَّمُ
وطـنـي  وكـيـدُ القومِ يأكلنا iiمعاً
أيـن الـذي لـقـنـاتِـنـا iiيتزعَّمُ
سـقط  النصيفُ عن الديار ولم iiيعدْ
يـجـدي  مـقـالٌ أو لـئيمٌ iiيزعمُ
يـا  واهـبَ العلماءِ صرتَ iiحزينَنا
(فـالأصـمـعيُّ)  بما جرى iiيَتَلَعْثمُ
شـكوى صفيرِ (الأطلسي) قد iiأرَّقَتْ
قـلـبـاً  مـحـباً في هُيامك iiيَنظمُ
صـمتتْ  رحاكَ عن الغناءِ فكنْ iiلها
أمـراً عـلـى طحنِ التهاونِ iiيُرغمُ
يـا واهـبَ الأقـلامِ سـرَّ وجودِها
بـالـعـلـمِ  والإيـمانِ أنت الأقدَمُ
يـا  أيـهـا المُمْتَدُّ في نظري iiوفي
فـكـري  وقـلبي أنت أنت iiالأدوَمُ
يـا أيـهـا الـمـمتد مدَّ الضادِ من
مـائـي  لـمائي أنت أنت iiالأعظَمُ
إيّـاك  أعـشـقُ لا تـعمْ في iiغَيِّهم
إيّـاكَ فـالـغـرقُ الـمدبَّرُ iiمنهمو
لا تـحـسـبـنَّ الأمنَ يحبلُ iiبالهنا
والـناس  عن درءِ المطامعِ iiصوَّموا
يـا  لـيـت لـيـثَكَ يسترد iiكفاحَه
يـحـمي الحمى وعلى التآزر iiيعزمُ
يـا مـوطـنـاً كـان الفضا ميدانَه
والـيـوم فـي دركِ الـتأخرِ iiيُرْدَمُ
دعْ صـورةَ الـمستسلمين على iiسنا
نـورِ  الـلـقـا والـمرتقى iiتَتَهَشَّمُ
اتـرك مـسـيـلـمة الكذوبَ iiوآله
وسـجـاحَ والـقـومَ الذين iiتَقَزَّموا
أسـرج  خيولَ الحرب واقمعْ iiشرَّها
مـن  يـطـلب السلم المهان iiسيندمُ
اصـقل  سيوفك للوغى... حلقْ iiبها
تـكـبـح  جـماحَ الحاقدينَ iiوتَسْلَمُ
الـكـون كـلُّ الكونِ يحكمُهُ iiالأذى
حـتـى  الـنسيم على الورودِ iiيُنَمِّمُ
لـولا  وشـايـتُـه ورقـةُ طـبعِهِ
مـا  كـان عـطـرُ الياسمين iiيُعَمَّمُ
أَوَلـيـسَ فـي هذي الوشايةِ iiعِبْرَةٌ
أَوَلا تـراهـا بـالـصَّـبـا iiتَتوشَّمُ
فـإلامَ  تُـغْـدِقُـهُـمْ بعشقِك سيدي
وتـظـل  تروي قوتَ رأْيِكَ iiعنهمو
يـا  أيـهـا العربيُّ فاضتْ iiعبرتي
وأنـا  أراكَ لأمـرهـمْ iiتَـسْـتَسْلِمُ
أبـكـيـكَ أَمْ أُدمـي الفؤادَ iiبصدمةٍ
والـقـلبُ في بعضِ المواقفِ يُصدَمُ
حـاشـاك عـبد الله ترخص موطناً
مـن  بـدءِ خـلـقِ الله كـان يُعَلَمُ
حـاشـاك من أن ترتدي ثوبَ iiالخنا
تـلـقـى  الـرغيفَ وبالنعيمِ iiتُكَمَّمُ
صـعـبٌ على الحرِّ الرِّضا iiبمعيشةٍ
مـع طـبـعـهِ الـوضّاحِ لا تتأقْلَمُ
صعبٌ عليَّ العيش في حضنِ iiالدجى
ومـع الـذي بـظـلامـه iiيَـتَهَنْدَمُ
هـذا  أنـا الـمقهورُ أزرعُ iiسيرتي
فـي  غـابـةِ الـدنـيا فيقطفُها iiفَمُ
وحـدي  ألـوكُ الـهـمَّ حتى iiملَّني
قـدْرُ الـصـبـاباتِ المقيتُ iiالمفعمُ
أبـكـي  ولا أبـكـي جراحي iiإنما
أبـكـي  مـحـباً في وصالِكَ يُظْلَمُ
أبـكـي نـبـوءاتٍ يـطاردُ طيفَها
قـومٌ  إذا بـسِـمَ الـزمانُ iiتجهموا
أبـكـي  وهذا الدربُ يخنقُ iiحيلتي
والـحـرصُ  يـشقيني بما لا iiيلزمُ
لـكـنـنـي  والقيدُ يرقبُ iiخطوتي
سـأجـيءُ أبـنـي المبتغى iiوأُرَمِّمُ
آتٍ  مـع الـشعرِ المُضَرَّخِ iiبالأسى
آتٍ  وإن كـسـروا الفؤادَ iiوحطموا
أرنـو  إلـى هـامِ الـشموخِ محلقاً
بـأسـي  بـراقٌ والـمـبادئ iiسلمُ
أطـوي الـريـاحَ مـكابراً ومباهياً
عـصـفَ  الـتجاهلِ والمنايا iiحوَّمُ
سـأظـل امـشـي فوق أفواهَِ iiالقنا
جـبـلاً مَـهـيـبـاً حـينما iiأتقدَّمُ
وأظـل  أمـشـي يَسْتَفِزُّ iiجوارحي
ألـقٌ  عـلـى غصن السنا iiيتبرعَمُ
أمـشـي على جمرِ الصعابِ iiوربما
قـد  قـادنـي لـضـياع أبنائي فمُ
ولـربـمـا  أفـنيتُ عمري iiراعياً
جـرحـاً نـديـاً مـدمـناً لا iiيُفطمُ
جـرحـاً  يـشـاطرني الحياةَ iiكأنه
حَـرَسٌ عـلـى تـاجِ الوصايا iiقَيِّمُ
وأنـا  لأجـلِ عـروبـتي كلي iiفدا
وأنـا  عـلـى بـند التحدي iiأبصُمُ
فـي  كـوكـبِ العشاق اعشقهم iiأنا
لـكـنَّ حـظـي فـي الـمحبةِأقْتَمُ
إنـي  وإن أبـكـتْ سعادُ iiقصائدي
بـاقٍ لـعـيـنـيـها أغيرُ iiوأهجمُ
وأصـوغُ  من شهبِ الشواظِ iiقذائفي
مـا  دام عـنـدي المنتدى iiوالمنجمُ
نـهـجـي  مـجراتٌ يناجيها iiالعلا
والـفـكـر لـلعينِ الضريرةِ مرهمُ
آمـنـتُ بـالـفـكرِ المنيرِ iiسحابةً
تـحـيـي هـشيمَ التائهين iiوتعصمُ
آمـنـتُ  بـالـوطـن المقدَّسِ آيةً
يـخـشـى تـلاوتها الزمانُ المظلمُ
آمـنـتُ أن الـحـبَّ يـبذرُ iiبسمةً
والـحـب  فـي أقسى الليالي iiيَبْسِمُ
مـن لا يـحـبك موطني حُرِمَ iiالهنا
وبـقـى بـغـير وصال حبِّك iiيأُثمُ
وأنـا حـفظتكَ في هواجس iiمهجتي
وغـدوتَ  فـي بـوحي كأنك iiمَعْلَمُ
ضـدان  يـخـتـصمان فيك iiمحبةً
كـتـمـانُ أشـواقي وبوحي iiالملهمُ
نـذرٌ  لـعـيـنـيك الحياة iiوهبتُها
مـا  أشـرقـتْ شمسٌ وأقبلَ iiمُظْلِمُ
يـا مـوطـني خذني قصيدةَ iiعاشقٍ
تُـهـدي الـهوى وعلى الديارِ iiتُسَلَّمُ
خـذنـي نـهاياتٍ لأصحابِ iiالأذى
ودع  الـنـعـيمَ على الربوعِ iiيُعممُ
فـالآثـمـون وإن تـمـادى iiغيُّهم
عـندي  وضوحهمو وعندي iiالطلسمُ
خـشـبات  مسرحِهم سأطفئُ نورَها
وبـصـرخـتي دورُ الطغاة iiسَيُخْتَمُ
سـجـيل يوم الفصل أرْجِئُها iiعسى
يـرتـد  عـن ديـنِ الجناة iiالأشرمُ

اخلع سباتك
 عبد الله الهدية الشحي 
ودّعـ سـلامـك إن الـعـمر مرتحلُ
وهـل تـطـيـق خنوعاً أيها الرجلُ
ودَعْـ لـهـاثـك خلف الوهم منفرداً
يـبـغـي الوصال ولا يهفو له الأملُ
أتـشتكي من هجير الصيف أنت لظىً
تصلي إذا شئت من جاروا ومن جهلوا
فـاخـلع سباتك عن صبح الكـفاح فقد
تـنـاسـلت من قميص المحنة السبلُ
أعـر لـروحــك عـزماً كنت تملكه
عـسـى مع العزم نهج البأس يشتعلُ
أشـعل بروق الوغى في صدر ساحتنا
واقـصف برعد التفاني كل من عذلوا
أتـصـقـلُ الـقولَ والأخطارُ محدقةٌ
وتـغـمدُ السيفَ في الإهمال يا بطلُ
هـمـ يـخدعون وما زلت الوفي لهم
مـتـي سـتـصحو ألا ينتابك الكللُ
مـا زال طـيـبـك يستجدي تلطفهم
عـلَّ الـرجـاء مـع الجلمود يتصلُ
يـكـفـيـكـ من كذبهم ما اقتته فلقد
تـخـمت حتى استعرَّ الوهن والخجلُ
فـاشدد على أزرك المعهود من صغرٍ
ولا تـسـاومـ عـلى ما ليس يحتملُ
إنـ فـاتـكـ السبق فاغنم من لواحقه
إيّـاكـ مـن قول فات الأمرُ ما العملُ
أو جـئـتـ لـلحج والحجاج قد نفروا
خـذ عـمـرةً واسـتعد فالعمر مقتبلُ
يـا أيـهـا الساكن المسكون في وطني
جـرد حـسامك قد ضاقت بنا الحيلُ
والله أنـتـ لـهـا فـاظـفـر ببيرقها
واجـعـل فـتـيل الفدا للأمر يمتثلُ
فـالـغـاصـبـون تنادوا للنفير معاً
وهـل لـصـمـتك إلا الذلُ والفشلُ
هـاجـت سـيول ذئاب الغدر تجرفنا
نـحـو الجراحات حتى فاضت المقلُ
أمـامـ عـيـنـيك يغتالون حاضرنا
والـحـال يـسـألُ أين السادةُ الأوَلُ
دكـوا الـمـعـابـد لم تشفع منابرها
ولا الـقـلـوب الـتـي لـله تبتهلُ
دبـابـة الـشـر لـم ترحم مساكننا
والـقـائـد القرد من شرب الدما ثملُ
مـازال مـدفـعـه يـجـتث بنيتنا
ونـحـن مـازال يـسبي قلبنا الطللُ
نُـحَـمِّـلُ الـغـير إخفاقات موقفنا
نـشـكـو الـسنين وفينا يكمن الخللُ
قـمـ يـا صـلاح سئمنا من ترددها
فـلا صـلاح أتـى أو نـيل مؤتملُ
أخـتٌ لـنـا شـردوها دونما سببٍ
واسـتـوطـنوا حيّها في دارها نزلوا
شـعـبٌ يـجوس خلال الهم مرتحلاً
تـقـاذفـتـهـ خـيام الحزن والدولُ
مـدَّ الـسـمـاء يـمد الآه من وجعٍ
خـصـبٍ تـموج به الأغلال والعللُ
زنـزانـة الـظـلم ذابت من تأوهه
هـذا يـضـج وذا بـالجوع منجدلُ
أحـبـابُ هُمْ والدعا أقصى تضامننا
وا خـيـبـتا من شعورٍ صار يبتذلُ
كـل الـمـرايـا تـشظت من تملقنا
وجـهٌـ يسوق الهوى والحس منفصلُ
يـا سـيـديـ والردى يرثي مرابعنا
وابـنـ الـعـمـومة بالتبجيل يكتحلُ
اسـتـنـشق النصر لا تحزن لموقفه
غـداً سـيـطوي صداه عهدك الجذلُ
قـد عـلـمـتـنـا الحياة إننا عربٌ
لـنـا الأُلـى وبـنا الأفضال تكتملُ
أعـزنـا الله بـالإسـلامـ فـهو لنا
حـصـن الـنـجاة إذا ما هبَّت النُزُلُ
وإنـنـا فـيـ الـوغـى أسياد ملحمةٍ
نـحـن الـملاذ ونحن الحادث الجللُ
نـسـلُّـ من رئة الحزن المميت مُدىً
فـمـنـ صـمود النشامى يولد الأجلُ
إنـ أُخـمـدتْ شمسنا في ليل مأتمنا
غـداً سـيـزهو بنا فوق الذُّرا زحلُ
فـاثـبـت على الحق لا تذعن لزوبعةٍ
مـهـمـا تـمـادت هبوباً إنك الجبلُ
واغـرسـ وجودك لن تجديك عولمةٌ
واسـرج نـشاطك إن الخطب متَّصلُ
أمـا الـيـهـود فـلا تـأمن لمكرهمُ
وامـقـتـهـمُـ أينما حلوا وإن رحلوا
كـمـ أخـلفوا من وعودٍ لست أحسبها
كـمـ عـذبـوا أنـبـياء الله كم قتلوا
بـاءوا بـلـعنة رب العرش مذْ عُرفوا
وحـرفـوا كـلـ ما جاءت به الرسلُ
أبـعـد ذا تـبـتغي من حَبْرِهم سكنا
يـشـدو بـأصـدائه بين الورى المثلُ
ابـسـطـ يـديـك إلـيهم كي تلقنهم
أن الـعـروبـة آتٍ لـيـس ينخذلُ
وكـنـ لـنـا سـيدي عوناً يؤازرنا
ولـيـرحل الوهن والتسويف والوجلُ

أضاعوني
 عبد الله الهدية الشحي 

جـلـفـار جـئـتك يا ملاذي ساعيا
أدعـو  وقـد لـبّـى الحجيج iiورائيا
مـطَّـوفـاً  حـول الـمآسي iiمرغماً
أمـشـي عـلـى وجع الليالي iiحافيا
أمـشـي وقـد هـد الزمان iiتصبري
واسـتـوطـن الـجرح النديُّ iiكيانيا
أنـى  التفت أرى الشخوص تلف iiبي
تـرثـي  كـما ارثي الزمان الماضيا
جـلـفـار  يـا جـلـفار إني iiمغرمٌ
وهـواك اتـعـب بـالـسهاد iiمناميا
تـسـعٌ عـجـافٌ قـد أكلن iiسنابلي
وسـلـبـن مـن ناي الصدى ألحانيا
والـهاجس  المزروع في رئة iiالرؤى
أدمـى  طـمـوحي واستباح iiصوابيا
كـل الـمـواكـب للكواكب iiسافرت
إلا دروبــي لا تـزال iiجـواثـيـا
أتـصـحـرٌ  لـلرأي في عهد الندى
ويـلاهُ  بـل هـم صـادروا iiأفكاريا
قـد هـاجـر الإبداع مكسور iiالخطى
مـتـلـفـتـاً  نـحو الأهالي iiشاكيا
هـذي أسـاطـيـل الـثقافة iiتشتكي
وبـدت  أسـاطـيـر الرواة iiرواسيا
تـاهـت تضاريس السواحل iiأبحرت
مـدن  الـرجـال مع السراب iiبواكيا
حـتـى شـراعك يا ابن ماجد لم يعد
كـالأمـس يـمـخـر مدنا iiالمتراميا
ضـاعـت  خـرائطه اليتامى iiحينما
فـرض  الـنفاق على الوجود iiأساميا
ثـارت  عـلـيـه سافيات iiوصولهم
حـسـداً فـصـار الـغث فناً iiساميا
مـنـفـيـةٌ  أرجـوزة الإبحار iiعن
أوطـانـهـا مـن ذا يـعـيد iiقوافيا
نـبـذوا نـفـائـسها وراء ظهورهم
واسـتـقـبلوا  العبث الهزيل iiالواهيا
قـطـعـوا مـسارات الوصال iiفكلما
يـمـمـت  نـحوك أوصدوا iiأبوابيا
كـم ضـلـلوا ضيفي وضيفي iiمدركٌ
أنـي لأجـل الـفـكـر أشعل iiناريا
عـذراً شـهـاب الـدين هذا iiوضعنا
لـهـوٌ يـعـمـم لـلـيـراع iiمآسيا
والله  لـو زرت انـكـسار iiقصائدي
لـصـرختَ  هذي الدار ليست iiداريا
فـاكـسـر لـحونك فوق أوتار iiالوفا
واصـنـع  من الأشلاء صوتً iiراويا
أخـبـر أهـيـل الحي عمن iiسامني
بـلـسـانـه  حـيـن استثار ولائيا
أعـلـى  الـولاء يـزايـدون iiبغيهم
ولَـكَـم  زرعـت بـخافقي iiجلفاريا
جـلـفـار  والأيـام سـفـرٌ بـيننا
هـل كـنـت إلا الـمخلص iiالمتفانيا
يـا  دار حـسـبـك إنـني بك هائمٌ
لـم يـبـق حـبـك في فؤادي iiباقيا
أَوَ  تـذكـريـن الصرح حين iiطلبته
وانـسـاب  صـوتك للحبيب iiمناجيا
مـن يـأتـنـي بـبلاط بلقيس iiالتي
مـلـكـت وكـان لها الرجال iiمواليا
أو يـأتـنـي بـحـدائـق الزبا iiوما
يـسـمـو  به النعمان يرشف iiراحيا
وقـبـيـل أن يـرتد طرفك كنت iiقد
سـقـتُ الـعـروش لناظريك iiتواليا
وإلـيـك كم صليت في غسق iiالدجى
ونـحـرت  من أجل الوصال iiزمانيا
وبـقـيـت في محراب ودك iiارتجي
وعـداً  يـعـيـد لـمـقلتي iiأطفاليا
وأطـلـت  بالإخلاص صدق iiتهجدي
حـتـى هـدمت على الرجا iiمحرابيا
شـيـدتُ  صرحي فوق أوهام الهوى
فـهـوى عـلـى حلم المدى iiمتداعيا
فـتـشـت عـن صـدرٍ يلم iiتشتتي
ويـعـيـدنـي بـعـد التشظي واليا
لا  الـزيـر أهـدانـي قـيادة iiجنده
كـلا  ولا جـسـاس كـان الـحاميا
أواه كـم أنـا مـثـقـلٌ بـتـطلعي
أصـبـو وأرقـب بـالـخيال مقاميا
سـفـنـي  مـحـمـلةٌ بهم iiقضيتي
والـهـم  بـركـانٌ يـذيـب iiجباليا
لـكـنـنـي رغـم الرياح iiوعصفها
أمـضـي  وإن كـسر الجفا iiمجدافيا
مـتـشـبـثاً  بالشمس هل من iiفاهمٍ
طـبـعـي فـيـفـهم بالفطانة iiحاليا
أنـا لـسـت اشكوا يا بلاد وإن iiيكن
مـن بـعـض حقي أن أكون iiالشاكيا
فـلـئـن  عتبت عليك يا عشقي iiفما
أُبـدي لـغـيـرك يـا ديـار عتابيا
ولئن أضعت ضناك في عرض الأسى
فـالـعُـرْبُ قبلك قد أضاعوا iiضاديا
رحـمـاك  يـا عبق العواصم iiبالذي
شـدّ  الـرحـال ولـم يكن لك iiجافيا
مـاذا يـضـيرك لو مددت ليَ iiالمنى
مـن  قـبـل أن يـرتد وعدك iiخاليا
فـإلـى مـتـى أبـقى غريباً iiحائرأ
والـغـيـر عـمـداً يـستبيح بلاديا
هـم يـحـسبوني قد حزمت iiحقائبي
فـتـقـاسـموا  قبل الغروب iiعشائيا
والله  إنــي لا أشـك iiبـأخـوتـي
أبـداً  ولا كـنـت الـعبوس iiالجانيا
لـكـنـنـي والـخبز ينهش ساعدي
والـعـمـر  يـأكـل خلسةً iiأزهاريا
بـاقٍ عـلـى نهجي وإن ذقت iiالأذى
مـتـأبـطـاً  رغـم الأسى iiأحلاميا
أرنـو إلـى الـعـلياء اعزف iiلحنها
أشـقـى  وقـد غـلب الشقاء iiغنائيا
مـتـجـشـماً أعتى الصعاب iiمقاوماً
سـفـه الـذيـن يـشـوهون جماليا
فـالـدار داري والـمـروءة iiمنهجي
والـعـزم  جـرد لـلـنفاق iiحساميا
قـسـمـاً  بـمن رفع السماء iiوزانها
سـأظـل يـا جـلـفار رمشاً iiحاميا
الأم  ثـم الأم قـيـلـت iiحـكـمـةٌ
وأنـا  حـفـظـت بـمقلتي iiأوطانيا