هذا أنا الحاضر الآتي بقافلتي أمشي وأزرع في أرض اليباب ربى

الاثنين، 3 أغسطس 2009

أضاعوني
 عبد الله الهدية الشحي 

جـلـفـار جـئـتك يا ملاذي ساعيا
أدعـو  وقـد لـبّـى الحجيج iiورائيا
مـطَّـوفـاً  حـول الـمآسي iiمرغماً
أمـشـي عـلـى وجع الليالي iiحافيا
أمـشـي وقـد هـد الزمان iiتصبري
واسـتـوطـن الـجرح النديُّ iiكيانيا
أنـى  التفت أرى الشخوص تلف iiبي
تـرثـي  كـما ارثي الزمان الماضيا
جـلـفـار  يـا جـلـفار إني iiمغرمٌ
وهـواك اتـعـب بـالـسهاد iiمناميا
تـسـعٌ عـجـافٌ قـد أكلن iiسنابلي
وسـلـبـن مـن ناي الصدى ألحانيا
والـهاجس  المزروع في رئة iiالرؤى
أدمـى  طـمـوحي واستباح iiصوابيا
كـل الـمـواكـب للكواكب iiسافرت
إلا دروبــي لا تـزال iiجـواثـيـا
أتـصـحـرٌ  لـلرأي في عهد الندى
ويـلاهُ  بـل هـم صـادروا iiأفكاريا
قـد هـاجـر الإبداع مكسور iiالخطى
مـتـلـفـتـاً  نـحو الأهالي iiشاكيا
هـذي أسـاطـيـل الـثقافة iiتشتكي
وبـدت  أسـاطـيـر الرواة iiرواسيا
تـاهـت تضاريس السواحل iiأبحرت
مـدن  الـرجـال مع السراب iiبواكيا
حـتـى شـراعك يا ابن ماجد لم يعد
كـالأمـس يـمـخـر مدنا iiالمتراميا
ضـاعـت  خـرائطه اليتامى iiحينما
فـرض  الـنفاق على الوجود iiأساميا
ثـارت  عـلـيـه سافيات iiوصولهم
حـسـداً فـصـار الـغث فناً iiساميا
مـنـفـيـةٌ  أرجـوزة الإبحار iiعن
أوطـانـهـا مـن ذا يـعـيد iiقوافيا
نـبـذوا نـفـائـسها وراء ظهورهم
واسـتـقـبلوا  العبث الهزيل iiالواهيا
قـطـعـوا مـسارات الوصال iiفكلما
يـمـمـت  نـحوك أوصدوا iiأبوابيا
كـم ضـلـلوا ضيفي وضيفي iiمدركٌ
أنـي لأجـل الـفـكـر أشعل iiناريا
عـذراً شـهـاب الـدين هذا iiوضعنا
لـهـوٌ يـعـمـم لـلـيـراع iiمآسيا
والله  لـو زرت انـكـسار iiقصائدي
لـصـرختَ  هذي الدار ليست iiداريا
فـاكـسـر لـحونك فوق أوتار iiالوفا
واصـنـع  من الأشلاء صوتً iiراويا
أخـبـر أهـيـل الحي عمن iiسامني
بـلـسـانـه  حـيـن استثار ولائيا
أعـلـى  الـولاء يـزايـدون iiبغيهم
ولَـكَـم  زرعـت بـخافقي iiجلفاريا
جـلـفـار  والأيـام سـفـرٌ بـيننا
هـل كـنـت إلا الـمخلص iiالمتفانيا
يـا  دار حـسـبـك إنـني بك هائمٌ
لـم يـبـق حـبـك في فؤادي iiباقيا
أَوَ  تـذكـريـن الصرح حين iiطلبته
وانـسـاب  صـوتك للحبيب iiمناجيا
مـن يـأتـنـي بـبلاط بلقيس iiالتي
مـلـكـت وكـان لها الرجال iiمواليا
أو يـأتـنـي بـحـدائـق الزبا iiوما
يـسـمـو  به النعمان يرشف iiراحيا
وقـبـيـل أن يـرتد طرفك كنت iiقد
سـقـتُ الـعـروش لناظريك iiتواليا
وإلـيـك كم صليت في غسق iiالدجى
ونـحـرت  من أجل الوصال iiزمانيا
وبـقـيـت في محراب ودك iiارتجي
وعـداً  يـعـيـد لـمـقلتي iiأطفاليا
وأطـلـت  بالإخلاص صدق iiتهجدي
حـتـى هـدمت على الرجا iiمحرابيا
شـيـدتُ  صرحي فوق أوهام الهوى
فـهـوى عـلـى حلم المدى iiمتداعيا
فـتـشـت عـن صـدرٍ يلم iiتشتتي
ويـعـيـدنـي بـعـد التشظي واليا
لا  الـزيـر أهـدانـي قـيادة iiجنده
كـلا  ولا جـسـاس كـان الـحاميا
أواه كـم أنـا مـثـقـلٌ بـتـطلعي
أصـبـو وأرقـب بـالـخيال مقاميا
سـفـنـي  مـحـمـلةٌ بهم iiقضيتي
والـهـم  بـركـانٌ يـذيـب iiجباليا
لـكـنـنـي رغـم الرياح iiوعصفها
أمـضـي  وإن كـسر الجفا iiمجدافيا
مـتـشـبـثاً  بالشمس هل من iiفاهمٍ
طـبـعـي فـيـفـهم بالفطانة iiحاليا
أنـا لـسـت اشكوا يا بلاد وإن iiيكن
مـن بـعـض حقي أن أكون iiالشاكيا
فـلـئـن  عتبت عليك يا عشقي iiفما
أُبـدي لـغـيـرك يـا ديـار عتابيا
ولئن أضعت ضناك في عرض الأسى
فـالـعُـرْبُ قبلك قد أضاعوا iiضاديا
رحـمـاك  يـا عبق العواصم iiبالذي
شـدّ  الـرحـال ولـم يكن لك iiجافيا
مـاذا يـضـيرك لو مددت ليَ iiالمنى
مـن  قـبـل أن يـرتد وعدك iiخاليا
فـإلـى مـتـى أبـقى غريباً iiحائرأ
والـغـيـر عـمـداً يـستبيح بلاديا
هـم يـحـسبوني قد حزمت iiحقائبي
فـتـقـاسـموا  قبل الغروب iiعشائيا
والله  إنــي لا أشـك iiبـأخـوتـي
أبـداً  ولا كـنـت الـعبوس iiالجانيا
لـكـنـنـي والـخبز ينهش ساعدي
والـعـمـر  يـأكـل خلسةً iiأزهاريا
بـاقٍ عـلـى نهجي وإن ذقت iiالأذى
مـتـأبـطـاً  رغـم الأسى iiأحلاميا
أرنـو إلـى الـعـلياء اعزف iiلحنها
أشـقـى  وقـد غـلب الشقاء iiغنائيا
مـتـجـشـماً أعتى الصعاب iiمقاوماً
سـفـه الـذيـن يـشـوهون جماليا
فـالـدار داري والـمـروءة iiمنهجي
والـعـزم  جـرد لـلـنفاق iiحساميا
قـسـمـاً  بـمن رفع السماء iiوزانها
سـأظـل يـا جـلـفار رمشاً iiحاميا
الأم  ثـم الأم قـيـلـت iiحـكـمـةٌ
وأنـا  حـفـظـت بـمقلتي iiأوطانيا

هناك تعليق واحد: