هذا أنا الحاضر الآتي بقافلتي أمشي وأزرع في أرض اليباب ربى

الاثنين، 3 أغسطس 2009

اخلع سباتك
 عبد الله الهدية الشحي 
ودّعـ سـلامـك إن الـعـمر مرتحلُ
وهـل تـطـيـق خنوعاً أيها الرجلُ
ودَعْـ لـهـاثـك خلف الوهم منفرداً
يـبـغـي الوصال ولا يهفو له الأملُ
أتـشتكي من هجير الصيف أنت لظىً
تصلي إذا شئت من جاروا ومن جهلوا
فـاخـلع سباتك عن صبح الكـفاح فقد
تـنـاسـلت من قميص المحنة السبلُ
أعـر لـروحــك عـزماً كنت تملكه
عـسـى مع العزم نهج البأس يشتعلُ
أشـعل بروق الوغى في صدر ساحتنا
واقـصف برعد التفاني كل من عذلوا
أتـصـقـلُ الـقولَ والأخطارُ محدقةٌ
وتـغـمدُ السيفَ في الإهمال يا بطلُ
هـمـ يـخدعون وما زلت الوفي لهم
مـتـي سـتـصحو ألا ينتابك الكللُ
مـا زال طـيـبـك يستجدي تلطفهم
عـلَّ الـرجـاء مـع الجلمود يتصلُ
يـكـفـيـكـ من كذبهم ما اقتته فلقد
تـخـمت حتى استعرَّ الوهن والخجلُ
فـاشدد على أزرك المعهود من صغرٍ
ولا تـسـاومـ عـلى ما ليس يحتملُ
إنـ فـاتـكـ السبق فاغنم من لواحقه
إيّـاكـ مـن قول فات الأمرُ ما العملُ
أو جـئـتـ لـلحج والحجاج قد نفروا
خـذ عـمـرةً واسـتعد فالعمر مقتبلُ
يـا أيـهـا الساكن المسكون في وطني
جـرد حـسامك قد ضاقت بنا الحيلُ
والله أنـتـ لـهـا فـاظـفـر ببيرقها
واجـعـل فـتـيل الفدا للأمر يمتثلُ
فـالـغـاصـبـون تنادوا للنفير معاً
وهـل لـصـمـتك إلا الذلُ والفشلُ
هـاجـت سـيول ذئاب الغدر تجرفنا
نـحـو الجراحات حتى فاضت المقلُ
أمـامـ عـيـنـيك يغتالون حاضرنا
والـحـال يـسـألُ أين السادةُ الأوَلُ
دكـوا الـمـعـابـد لم تشفع منابرها
ولا الـقـلـوب الـتـي لـله تبتهلُ
دبـابـة الـشـر لـم ترحم مساكننا
والـقـائـد القرد من شرب الدما ثملُ
مـازال مـدفـعـه يـجـتث بنيتنا
ونـحـن مـازال يـسبي قلبنا الطللُ
نُـحَـمِّـلُ الـغـير إخفاقات موقفنا
نـشـكـو الـسنين وفينا يكمن الخللُ
قـمـ يـا صـلاح سئمنا من ترددها
فـلا صـلاح أتـى أو نـيل مؤتملُ
أخـتٌ لـنـا شـردوها دونما سببٍ
واسـتـوطـنوا حيّها في دارها نزلوا
شـعـبٌ يـجوس خلال الهم مرتحلاً
تـقـاذفـتـهـ خـيام الحزن والدولُ
مـدَّ الـسـمـاء يـمد الآه من وجعٍ
خـصـبٍ تـموج به الأغلال والعللُ
زنـزانـة الـظـلم ذابت من تأوهه
هـذا يـضـج وذا بـالجوع منجدلُ
أحـبـابُ هُمْ والدعا أقصى تضامننا
وا خـيـبـتا من شعورٍ صار يبتذلُ
كـل الـمـرايـا تـشظت من تملقنا
وجـهٌـ يسوق الهوى والحس منفصلُ
يـا سـيـديـ والردى يرثي مرابعنا
وابـنـ الـعـمـومة بالتبجيل يكتحلُ
اسـتـنـشق النصر لا تحزن لموقفه
غـداً سـيـطوي صداه عهدك الجذلُ
قـد عـلـمـتـنـا الحياة إننا عربٌ
لـنـا الأُلـى وبـنا الأفضال تكتملُ
أعـزنـا الله بـالإسـلامـ فـهو لنا
حـصـن الـنـجاة إذا ما هبَّت النُزُلُ
وإنـنـا فـيـ الـوغـى أسياد ملحمةٍ
نـحـن الـملاذ ونحن الحادث الجللُ
نـسـلُّـ من رئة الحزن المميت مُدىً
فـمـنـ صـمود النشامى يولد الأجلُ
إنـ أُخـمـدتْ شمسنا في ليل مأتمنا
غـداً سـيـزهو بنا فوق الذُّرا زحلُ
فـاثـبـت على الحق لا تذعن لزوبعةٍ
مـهـمـا تـمـادت هبوباً إنك الجبلُ
واغـرسـ وجودك لن تجديك عولمةٌ
واسـرج نـشاطك إن الخطب متَّصلُ
أمـا الـيـهـود فـلا تـأمن لمكرهمُ
وامـقـتـهـمُـ أينما حلوا وإن رحلوا
كـمـ أخـلفوا من وعودٍ لست أحسبها
كـمـ عـذبـوا أنـبـياء الله كم قتلوا
بـاءوا بـلـعنة رب العرش مذْ عُرفوا
وحـرفـوا كـلـ ما جاءت به الرسلُ
أبـعـد ذا تـبـتغي من حَبْرِهم سكنا
يـشـدو بـأصـدائه بين الورى المثلُ
ابـسـطـ يـديـك إلـيهم كي تلقنهم
أن الـعـروبـة آتٍ لـيـس ينخذلُ
وكـنـ لـنـا سـيدي عوناً يؤازرنا
ولـيـرحل الوهن والتسويف والوجلُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق