هذا أنا الحاضر الآتي بقافلتي أمشي وأزرع في أرض اليباب ربى

الأحد، 26 يوليو 2009

عربية الجدين
 عبد الله الهدية الشحي 
أمـشـي أسوق خطى دروبي المثقله
بـبـنـات  أفـكاري وسيل iiالأسئله
أمـشـي وحـولـي التيه أسبل iiليله
حـزنـاً وعـربـد بالجراح الموغله
وحـدي  أطـوف الـهم دون مدينتي
مـذ  شـرعـت أبـوابـهـا للبلبله
واسـتـقـبـلت  عرّاب قافلة النوى
لـيـسـوق  وجهتها بعكس البوصله
لـتـشيح  عن حصن الحجاب أسيلها
وتـرده حـيـنـاً لـداعـي البسمله
فـغـدا يراقصها الغريب على صدى
أنـغـام  عـولـمـة الشتات المقبله
نـغـمٌ تـقَـمِّـطُـهُ مـرايـا قبحهِ
نـغـمٌ  يُـسَـوّق لـلـزبائن منزله
فـمـديـنـتـي مـهووسةٌ iiبوصاله
مـذ  داعـبـتـه في ملاهي الأخيله
والـشـاهـد  الـمشهود أزجى عقله
نـحـو الـذي بـدماء يوسف غسله
هـو مـقـنـعٌ هـو مـاهرٌ بحديثه
بـزواجـه لـمـا اجـتبى من iiحلله
هـو  صهر خارطتي وحبر قصيدتي
ومـفـسـرٌ  لـلـذاريـات iiالمُنْزَله
هـو  هـكـذا أضـحى بعينيها فهل
أضـحـت هي الاخرى بذاك مدلَّله ؟
آهٍ عـلـيـك مـديـنـتـي آهٍ على
جـبـلٍ هـفـا مـتـعـمداً للزلزله
أسـفـي  عـليك هويتي أسفي iiعلى
مـجـداف  جـدي حين ودع محمله
أمـديـنـتـي هـذي الـتي تحتلني
وتـعـيـش  آخـر مـبتغايَ وأوله
أنـا  لا أرى كـفـي تـهزُّ جذوعها
فـلـمـن  عـذوق نخيلها المتدلِّله ؟
قـد عـسـعس التاريخ حين تناسلت
أفـعـى  الـغواية من بطون الأمثله
وتـسـمّـر  المعنى ببوح خواطري
فـإعـارة الأسـماع أضحت معضله
وجـعـي بحجم الكون ينهش غربتي
والـغـربـة الـكـبرى تلوك البلبله
بـمـضـاربـي  لغة البيان تعجمت
واسـتُـهـجنت جهرا حروف القلقله
فـي  كـأسـهـا قد ذاب سكر ذوقها
وعـلـى مـوائـد مـنـتدانا مهمله
يـتـرقـرق الـمـعنى بنهر جمالها
لـكـن سـاقـيـة الـوصال معطله
ولـدي إذا بـالـضـاد صرح باسمه
قـالـت بـمـلء الـفاه لي ما أهبله
أن لـم يـحاكِ حروف ( جون) وآله
مـا  أجهله !.. ما أجهله !ما أجهله ii!
سـتـسـدُّ  أبـوابُ الـحياة iiبوجهه
ومـنـاكـبُ  الـدنـيا ستبقى مقفله
يـا ليت شعري من يشاطرني iiالأسى
ويـرد لـي أفـواهـنـا الـمتحوله
عـربـيـة  الـجـدين داري دونما
شـكٍّ  يـراودنـي إذاً مـا الـمسأله
الـكـون  زاحـم ضـادنا في iiدارنا
بـحـروفـه  وبما اصطفى للمرحله
كـل الـلـغـات لها الصدارة iiعندنا
والـضاد هل تحظى بموضع أُنْمُلَه ii؟
هـذي  قـواميس الشعوب تحيط بي
ومـعـاجـمـي بصدى اليباب مبلله
لـلـقـوم نـكـهـتهم بعين مدينتي
حـتـى  كـأنـك لا تـراهـم قنبله
والـفـارق  الـمـمتد من أمل الحيا
ةِ إلـى صـراط الـفكر يرقب سنبله
لـكـن سـنـبـلة التواصل أُزهقت
واقـتـيـد  عرش عروبتي للمقصله
وحـبـيـبـتي تدري ولا تدري iiبما
يـنـسـاق  طـوعاً كي تعم المهزله
كـالـعـنـكـبوت إذا سعت لشتاتها
فـتـكـت بـمـأواها لتصبح أرمله
حـتـى  إذِ انـبعثت رصاصة غيها
قـتـلـت مـحـبـاً ثم أخفت مقتله
وتـلـذذت وقـتـاً بـنـخب رحيله
مـن  غـير أن تدري بحجم المشكله
حـاشـاكِ  يـا أم الـعروبة iiوالندى
حـاشـاكَ  يـا وطناً أزف الروح له
هـل تـعـلـمين مدينتي أن iiالرؤى
مـد  الـزمـان بـنور ذكرك مذهله
فـإلام َ أبـقـى فـي مدارات الأسى
وأطـوف  مـنفى الباحثين عن الوله
أنـا لـسـت محصوراً بإرث قبيلتي
لـكـنـنـي  أنـا مـن سعى ليقبله
وأنـا  الـذي لـمـا رأيـت ثوابتي
فـي  سـوق سمسرة الضياع iiمغلغله
جـردت فـكـري وامتطيت حداثتي
وأتـيـت  جـفـن هـويتي لأكحله
زيـنـتـه بـتـطـلعي وبحاضري
وبـعـرف جـدي زدت ما قد أصله
حـاولـت غرس عروبتي بشوارعي
مـا  بـيـن غابات الزجاج iiالممحله
فـوجـدت  أقـدامـي مقيدة الخطى
ووقـفـت  أتـلـو سر قفل السلسله
تـمـتـمت  للشبح المحيط بحسرتي
حـتـى  تـخـيـلـني أريد توَسله
فـمـتـى  ضفائر ضادنا ترد الضيا
ويـعـيـد  مـضـمار البلاغة بلبله
مـن أجـل شـحـيٍّ تـأبـط سدرةً
فـقـدت  هـويـتـهـا بكيد قرنفله
مـن أجـل شـحـيٍّ يـسطر بالوفا
بـالـتـضـحيات وبالرؤى مستقبله
من أجل ماذا ؟ ..قف هنا ..أعد المنى
وافـتـح  شـبـابيك الأماني المقبله
هـا قـد أفـقـت من الكوابيس التي
جـعـلتني أشقى خلف سرب الأسئله
وحـدي أسـوق الـدرب لا هذي إما
راتـي مـعـي ...وقرارها ما أجمله
الـضـاد ثـم الـضاد أصل iiهويتي
قـد قـالـهـا عـلـناً رفيع المنزله
عـربـيـة داري سـتـبـقى iiدائماً
حـتـى وإن عبست ظروف المرحله
لـلـضـاد أعـمـدةٌ بـقلب مدينتي
فـإلامَ شـعـري لا يـعـيد المسأله
عـذري  مـعـي إن باح هم توجفي
يـكـفـي بـأنـي قد فقدت طليطله

أينَ أَنتَ
 عبد الله الهدية الشحي 

لـي مـقـلـةٌ لا تستريح من البكا
تـبـكي  على فقد الحبيب وتنحبُ
عـبـراتـها  تنهلُّ فوق محاجري
كـالـسـيـل إلا أنـهـا تـتلهبُ
إن  جـفَّ يـنـبـوعٌ تفجر غيره
فـكـأن نـبـع دموعها لا ينضبُ
نـاديـتـهـا ورجـوتها مستعطفاً
حـتـى غـدت من حالتي تتعجبُ
يـا مـقـلـتي جودي بدمعك إنني
أزداد أنـسـاً بـالـدموع وأطربُ
فـهـيَ  الـملاذ لوحدتي ولغربتي
وهـيَ الـتـي بـسعيرها iiأتطببُ
مـا  حيلتي ضاقت عليَ النفس من
هـول الـفـجيعة والفجيعة تُرعبُ
عـامٌ يـمـر عـلى رحيلك سيدي
والـنـفس  من نار الجوى iiتتعذبُ
أمـسـي  رفـيقاً للشجون وأغتدي
مـتـجـرعاً من كأسها ما يصعبُ
فـسـل الـتباريح التي في مهجتي
ومُـدى  الـجـراح فإنها لا تكذبُ
مـن  بعد بعدك عفت أحلام الكرى
والـكـون أمسى من عويلي يَتْعَبُ
عِفتُ الديار وما احتوت من زخرفٍ
وطـلـبت قربك حين عزَّ المطلبُ
ريـح  الـفـراق تلاعبت بإرادتي
عـصـفـت بـحـلمٍ للهنا يتأهبُ
فـلـمن  ورودي والعطور وطيبها
وسراجُ  عمري عن عيوني يُحْجَبُ
مـا عـاد قـلـبـي مثلما كنا معاً
لـحـضور  أفراح الأهالي يرغبُ
ودَّعْـتُـهـا  مـذْ ودعتني شمسكم
وكـسـا  تـبـاشير اللقاءِ الغيهبُ
لا عـرسَ لا أعـيـاد مـيلادٍ ولا
حـفـلاتِ أخرى في حياتي تطلبُ
فـارقـت  أفـراح الرفاق جميعها
وغـدوتُ  مـن دعـواتهم أتَهرَّّبُ
ُ  حـيـنـاً فـيـبـدون iiالأسـى
بـعـضٌ يـسامحني وبعضٌ يعتبُ
هـذا أنـا عـشـقٌ وقـلبٌ iiحائرٌ
ودروب  حـبٍّ بـالأسى تَتخضََّبُ
شـوقٌ  وخلٌّ غاب عن وجه الدنى
قـد كـان فـي بذل المحبةِ يُسْهِبُ
عـذبٌ كـنـبـع الـمـاءِ إلا أنه
بـصـفـائـه المعهود حتماً أعذبُ
والـيـوم  لا أمـاً تـداعـب خده
أو  تـرتـجـي مـنه بريداً يُكتَبُ
فـي حـفـرةٍ الله يـعـلـم سرها
مـن هـولـها نفس الورى تتهيَّبُ
يـا  سـيـدي إنـي بـكـم لَمُدَلَّهٌ
قـلـبـي عـلى همِّ التساؤلِ يدأَبُ
رغـم  الـيقين بأن شخصك راحلٌ
وبـأنـه بـيـن الـلـحود مغَيَّبُ
مـازلـتُ  أسأل عنك أحلام الصبا
والـحـبُّ  والشوقُ الذي لا يغربُ
ودفـاتـري  وخـواطري وقصيدةً
أنـغـامـهـا  وحروفها لك تُنْْسَبُ
ورسـالـةً  مـن راحتيك تعطرتْ
فـغـدا  الـشذا من فوحها يتطيَّبُ
وإِخـالُ  أنـكَ فـي المجالس سيدٌ
بـكَ كـلُّ أَقـوال الـورى تتهذّبُ
وأَراك  في الطرقات تسبق خطوتي
فـأتـوق شـوقـاً لـلقاءِ iiوتهربُ
مـتـخـفـياً  بين الزحام مراوغاً
عـن بـعد تزجيني السلام وتذهبُ
وأحـسُّ  أنَّـكَ فـي زوايا غرفتي
طـفـلٌ  وديـعٌ بـالعرائس يلعبُ
فـأطـيـرُ شـوقاً لاحتضانك مرةً
وأعـود مـكـسور الخواطر أندبُ
فـألـوذُ  بـالعبرات أذرفُ أدمعي
وأظـلُّ  فـوق مـطـارفي أتقلَّبُ
أشـكـو  لـها ضعفي وقلةَ حيلتي
وظـلام  لـيلي حين غاب الكوكبُ
مـتـسـائلاً  في حيرةٍ ومشاعري
شـلال حـزنٍ جـارفٌ يـتصبَّبُ
أَتُـراك تـذكـرني وتذكر عشرتي
تـلـك  الـتـي كانت بنا تَتَرَطَّبُ
هـل حـقَّ قـول الناس أَنك ميتٌ
وبـأَن  مـن تحت الثرى لا يُرْقَبُ
مـا حـالُ أهلك والرفاق وصحبهم
وصـبـاك أَفضل من يُرادُ ويُطْلَبُ
قـد  كـنـت فيهم مخلصاً ومسانداً
تـبـدي الـمـحـبةَ منهمُ iiتتقربُ
كيف  استطاعوا أن يواروك iiالثرى
تالله إنّـي مـنـهـمُ مـسـتغرِبُ
يـا سـيـدي إنَّ الـحـياةَ مريرةٌ
فـبـدون وصلك كلّ ُشيءٍ يصعبُ
خـذْ كـلَّ أَيـامـي وعدْلي iiساعةً
خـذ  كـلَّ شيءٍ في حياتي يعجبُ
مـا  عـدت أحـتمل النوى فعذابه
حـمَـمٌ عـلى أحزان قلبي iiتُسْكَبُ
فـلـئـن صدحتُ بسرِّ حبي جملةً
لا تـحـسـبـني في ودادي أَذنبُ
هـذي أحـاسـيسي تضجُّ بجرحها
لـيـت الـحـياةَ لمن بقبرٍ توهبُ
لـكـنـهـا  الـدنـيا رحيلٌ iiدائمٌ
كـلٌّ  يـودع والـلـيـالي مركبُ
إنْ أَمـهـلـتـنـا فـي هناها مدَّةً
مـن  مـرِّهـا لابـد يوماً نشربُ

اذهبي حيث تشائين
 عبد الله الهدية الشحي 

أعـلـنـي  حربك ضدي iiواستعدي
هـا أنـا جـردت سـيفي iiللتصدي
ثـرثـري زيـدي عـناداً iiوغروراً
اهـجـريـني أشعلي النيران ضدّي
اذهـبـي حـيـث تـشـائين فإني
سـوف لا أبـكي على من باع ودّي
لا ولـن أبـكـي عـلى خلٍّ تناسى
ذكـريـاتـي مـعـلناً سبق التعدّي
في شتاء الصمت ضجي من هجيري
فـي لهيب الصيف ذوقي جمر بردي
ابـعـدي عـنّـي وعن أملاك حبي
لا غـرامٌ لا وعـودٌ لـك عـنـدي
لـم أعـد اطـلـب مـن حبك شيئاً
عـن هـواك اليوم قد أعلنت زهدي
لـيـس  لـي في جوك الآتي iiربيعٌ
أرتـجـي مـن ورده أكواب شهدي
فـغـيـوم  الـحب تنأى عنك دوماً
لـيـس تـهـديك سوى برقٍ ورعدِ
كـبـريـائـي  وحـسابات انتقامي
ضـربـت مـا بـيـن قـلبينا بسدِّ
لـسـتُ  أبـكـيكِ إذا ما متِّ iiقهراً
وإذا  مـا سـرتِ يـوماً في التردي
كـيـف  أبـكـيـك بـدمعٍ يتلظى
وحـراب الـغدر في ظهري وكبْدي
مـن  تـكـونـيـن لتفديك عيوني
ويـشـاكـي  جـوك الغادر iiسهدي
ارحـلـي  عـامـاً فـعامين فعشراً
وإذا  شـئـتِ إلـى الـمليون iiمدّي
وإن اخـتـرتِ حـبـيـباً ذات يومٍ
وارتـأيـتِ فـي هواه بعض مجدي
احـسـبـيـنـي  أول الآتين شوقاً
أمـزج الأفـراح فـي باقات وردي
سـوف  آتـيـك بـقـلـبٍ يتغنّى
وحـنـايـا  يـعزف الألحان بعدي
كـبـريـائـي فوق دمعي وغرامي
تـضـحياتي في الهوى جنات خلدي
قـد  يـكـون الهجر جرحاً بيْدََ أني
لـن أقـولَ الـعفو هذا غير قصدي
فـاعـلمي  أنّي قصدتُ الهجرَ iiعنداً
كـي  أُريك الذّلَّ في هجري وصدي
ابـحـثـي  بـين البرايا عن مثيلي
فـتـشـي ثـم اسـألـي مليار فردِ
لـن  تـرى دنـيـاك مثلي بالتفاني
فـأنـا الـفـارس في هزلي وجدّي
قـبـلـك  الـغـيـد تسابقن جهاراً
فـي  ليالي الوصل كي يكسبن iiودّي
كـم رشـفـت الـحب من ثغر فتاةِ
وشـمـمـت  الـعطر من خدٍّ ونهدِ
كـم رأيـن الـعـمـر أنغاماً وأنساً
وانـسـجـامـاً وهـناءً فوق زندي
كـل نـحـرِ لـفـه حـيناً ذراعي
غـيـر مـحـتـاجٍ لـمكياجٍ وعقدِ
يـا  رعـى الله زمـانـاً عشتُ فيه
مـعـهـنَّ الـعـمر في أنسٍ ورغدِ
لـم أفـد مـنـهن غير الجرح شيئاً
ويْ كـأنَّ الـشوق أضحى غير مُجْدِ
آهِ مـا أقـسـى لـيـالـيهن وطراً
إن  قـضـيـن العمر في كيدٍ وحقدِ
لـيـس كـل الـورد بـالعطر ندياً
إن بـعـض الـورد للأنفاس iiيردي
ازرع  الـوصـل وأرويـه بصدقي
ويـكـون  الـغدر والإنكار حصدي
خــادعـاتٌ لاهـيـاتٌ نـادراتٌ
مـن  تـرى مـنهن في عقلٍ ورشدِ
لـو  وهـبـت الروح والمال iiتباعاً
لـن  يـجـازيـن بـشكرٍ أو بحمدِ
لـسـتِ  بـالأفـضلِ منهن صفاتٍ
أبـداً  فـالـكـل فـي جـزرٍٍ ومدِّ
بـعـد هـذا بـعـت أحلام الصبايا
وارتضيت العيش في الأحزان وحدي
هـا أنـا فـي رحلتي أمضي حزيناً
ويـرانـي  الـناس في نشوة سعدي
مـخـلـصـاً  أسدي جميلي للبرايا
واثـقـاً  لولا الجوى ما كنت iiأسدي
فـالـغـيـوم الواهبات الناس قطراً
لم  تكن من دون عصف الريح تهدي
كـنـت  بـالأمـس ومـازلت قوياً
عـدتـي  الأفـكـار والأقلام جندي
قـوتـي فـي صـدق أفعالي iiمداها
حـكمتي  في منطقي والحرف عبدي
أنـا لـولا سـحـرُ ألحاظ iiالعذارى
مـا نـظـمت الشعر في ليلى وهندِ
فـإلـى  ذاك الـذي أغـراك هـيّا
لـوعـود  الـشـر والأشجان ردي
حـبـلـك الـغـارب عندي منتهاهُ
لـيـس يـجـديك معي أمر التحدي
فـإذا بـيَّـتِّ ضـدي الـسوء يوماً
قـلـت يا كفي اسحبي الحبل وشدّي
حـيـنـهـا لا تـسأليني عن هوانا
أو تـزيـدي الـقـول في أخذٍ وردِ
سـوف تـأتـيني ودمع العين يدمي
مـقـلـةً  غـنـت لـياليها iiلبعدي
حـيـنـهـا لا تـطـلبي مني أماناً
لا  مـعـانـيـك ولا الآهات تجدي
أنـا  لا أعـفـو ولـن أغـفر يوماً
لـحـبـيـبٍ قد تناسى طهر عهدي
أنـا إن لـم أردِ الـمـاء وحـيـداً
عـشـت عـمري غير محتاجٍ لوردِ
رغـم نـاري وعـذابـي وجراحي
واحـتـراق  العمر في نيران جهدي
مـبـدئـي  فـي هذه الدنيا ونهجي
أحـفظ  الحب وأرعى صدق iiوعدي
شـيمتي الإخلاص والإخلاص دربي
لا أذيـع الـسـرَّ مـهما طال قيدي
فـأنـا الـحـب وروح الحب iiقلبي
وأنـا الـعـشقُ وشهدُ العشق وجدي
وأنـا  الـنـاس وكـلُّ الناس أهلي
قـد أَلـفـت الأنس مذ كنت iiبمهدي
فـلـئـن كنتِ بدرب الحب خصمي
لـن تـكـونـي بـالوفا والعزِّ ندي
قـلـتُ  رأيي فيك يا من خنتِ حبي
وإذا كــان لــديـك الـرد iiردّي


يا عذبة الروح
 عبد الله الهدية الشحي 
يـا  عذبة الروح والإحساس يا عبقاً
تـعـطـر الورد من خديه iiوالسحرُ
أبـسـمـةٌ أَنـتِ أم حـلمٌ يراودني
أم غـنـوةٌ أم حـبـيبٌ ساقه القدرُ
أَشعلتِ  في مهجتي نار الهوى فبدت
لـواعج  الشوق في الإحشاء iiتستعرُ
فـمـذ  رأتـك عيوني والدّنى فرحٌ
والـحـب  همسٌ يناجي لحنه الوترُ
رأيـت فـيـك جـمـالاً جل خالقه
عـلـيك دون سواك الحسن iiيقتصرُ
رأيـت جـنح الدجى والنور iiمنبلجاً
شـمـسـاً  تـشـع وليلاً كله دررُ
الـصـبـح نورٌ تنير الكون iiوجنته
والـلـيل موجٌ على الأكتاف ينحدرُ
حـبـيـبتي يا ضيا دربي ويا زمناً
بـروضـه  صـارت الأيام تزدهرُ
أنـت الـنـخيل شموخاً والهنا أملاً
والـشمس  والعطر والأنفاس والقمرُ
مـنـك استعارت ورود الحب رقتها
ومـن شـذاك عـبير العشق ينتشرُ
حـسبي  من الحب ألحاظٌ أذوب بها
ووجـنـةٌ مـن سناها ينتشي العمرُ
فـالـشعر  لولا صباك لست iiأنظمه
والـعـمـر لولا هواك ليس iiينتظرُ
والـقـرب  مـنـك نـعيمٌ كله نغمٌ
والـبـعـد  عنك ذنوبٌ ليس تغتفرُ
مـن  ذا يـروم بـعاداً عنك سيدتي
وأنـت  نبت الهوى والغصن والثمرُ
عـرفـتِ سـالف أيامي وحاضرها
مـن بعد ما هام فيك السمع والبصرُ
وهـبـتـك الـروح أملاكاً بلا ثمنٍ
فـوثـق الـمـلك قلبي وهو يفتخرُ
مـلـكتك الأمر حين الشوق iiغالبني
فـلا الـتـعـقل أثناني ولا iiالخطرُ
أَنـا  الـذي قـلـت يوماً إنني جلدٌ
ولـن يـهـز فـؤادي فـاتنٌ نضرُ
مـالـي  أرى قـلـبي بالهوى ثملاُ
يـكـاد مـن شـدة الأشواق ينفطرُ
يـمـوت وجداً ويحيا والجوى سهرٌ
وكـم  بـطيفك يحلو الوجد iiوالسهرُ
هـذا  أنـا يـا هـنا قلبي ويا أملي
فـي حـيـرةٍ ملؤها التفكير iiوالعبرُ
أَفـتـنـةٌ  ما حوت عيناك من ملحٍ
أم سـحـر هاروت لا يبقي ولا يذرُ
إن كانت الشمس بالأهداب قد سكرت
فـكـيـف يقوى على أسيافها البشرُ
وكـيـف  يـقوى عليها عاشقٌ ولهٌ
يـهوى  الجمال ويسبي عقله iiالحورٌ
قـد  هـام بـالشوق حتى كاد iiيقتله
وعـن طـريق الهوى ما عاد يعتذرُ
فـأنـت عـيدي وأحلامي وذاكرتي
وكـل شـيءٍ لـه فـي رحلتي أثرُ

ريّانة العود
 عبد الله الهدية الشحي 

ريانةَ العودِ يا من كُّلها نظرُ
أُهديك ماذا وأنتِ الوردُ والدُّرَرُ
أُهديك قلبي وهل في القلب من رمقٍ
ونار حبِّك في جنبيه تَسْتَعِرُ
أُهديك عمري وما عمري سوى ندمٍ
إنْ لمْ يكنْ بمدى رؤياك يَعْتَمِرُ
فكرتُ بالعطر من أرقى مراكِزِه
ابتعتُ نوعاً بدنيا الغيدِ يشتهرُ
غلفتُه بالمنى قبلتُه فغدا
مثلي لوعدِ اللقا يهفو وينتظِرُ
لكنني حين قررتُ المجيءَ بهِ
أضاعَ أنفاسَ عطري خدُّك العَطِرُ
في حيرتي لم أجدْ شيئاً أقدَِّمُهُ
فكيف أُعلن عجزي كيف أعتذرُ
وإنْ منحْتُكِ أبياتي وما وصفتْ
احتار شعري فأنتِ الوحيُ والصُّوَرُ
هذي سفائنُ أشعاري وما حملتْ
ببحرِ عينيكِ كالأفلاكِ تَزْدَهِرُ
تواقةٌ لرضاكِ الودُّ يحملها
يعدو بها الشوقُ يسعى قبله النظرُ
ترنو لساحلِ يوم الوصلِ في شغفٍ
بالأمنياتِ وبالأشواقِ تبتدرُ
وحين تدنو مراسي الملتقى عجباً
يغتالُ أحلامَها عند اللقا الحذرُ
فيا سميرةَ أيامي التي عَزَفَتْ
ببوحها ما شدا في لحنِه الوترُ
لأنتِ قطرُ الندى في روضِ قافيتي
والهمسُ والبوحُ والتغريدُ والسَّمَرُ
وغصنُ وردٍ بسحرِ اللونِ يأسرني
يُرضي شعوري ولي في قَطْفِهِ وَطَرُ
غنّتْ على فرعها الميّاس أزمنتي
وطاب في منتدى أَلحانِه السَّهَرُ
وأنتِ زورق أفكاري وأشرعتي
وبحرُ عشقي الذي يحلو به السَّفَرُ
وسيلُ وجدٍ من الإحساسِ مندفعٌ
على سفوحِ أماني العمرِ يَنْحَدِرُ
يَروي صحارى فؤادي كلما ظَمِئَتْ
يمدها بالهنا إنْ مسها الكدرُ
فلا تلومي اندفاعي والهوى شَغَفٌ
َوالشوقُ في لهفتي كالغيثِ ينهمرُ
أنا الذي يعرفُ العشاقُ منزلتي
بدرٌ وحولي نجومُ الحُسْنِ تنتثرُ
بالرغم من كلِّ ذا تبقينَ ملهمتي
وحاجتي عندما أشدو وأفتخرُ
أَحتاج منك الرضا والعفوَ سيدتي
وبسمةً يشتهي آمالَها العُمُرُ
هذا أَنا والغدُ الآتي يُسامرني
والودُّ ينسابُ منْ أنفاسِهِ السَّحَرِ
ما زلتُ في حَيْرَةِ الإهداءِ منشغلاً
لا السمعُ يرحم أَعذاري ولا البصرُ
قد ذبتُ في مقلتيِك اللحظُ يَفتنني
يُميتني ثُمَّ يُحيي مهجتي الحَوَرُ
راودتُ أحلامَك العذراءَ منتشياً
من بعد ما هزَّ قلبي صبحُك النَّضِرُ
وقلتُ هَيْتَ لكِ الصدرَ الحنونَ وما
تحوي بطول المدى أيامُنا الغُرَرُ
عَتَّقتُ حبَّكِ في أَعماقِ أوردتي
أدمنتُهُ وبإدماني الورى سَكِروا
لو قُطِّعَتْ بالمُدى أطرافُهُمْ قطعاً
ما رفَّ رمشٌ لهم كلا ولا شَعَروا
أَََمِنْ سلافةِ نجوانا همُ سكروا
أم أنهمْ بِحُمَيّا فكرِنا انبهروا
همْ لمْ يروكِ وكلٌّ تاه مركبُه
فكيف إنْ لاحَ منكِ الليلُ والقمرُ
حبيبتي العذر إنْ شاعتْ مودتُنا
وبانَ ما كانَ بين القلبِ يستترُ
ما كنتُ أقصُد يوماً أن أَبوحَ بها
كيْ لا يزاحِمَني في رَشْفِها البَشَرُ
لولا الثمالةُ لمْ يَحْفِلْ بِنا أَحدٌ
ولا أُذيع لنا سِرٌّ ولا خَبَرُ
حبيبتي يا عسى الرحمنُ يَجْمَعُنا
نَزْدادُ عِشقاً ويُثْري عِشْقِنا القَدَرُ
كلي وهبتك كلي دونما ثمنٍ
إني بما تامرين اليوم أأتمرُ
فأنتِ أنتِ سنا الدنيا وبهجتها
ومنكِ منكِ ربيع العمر يُنتظرُ