هذا أنا الحاضر الآتي بقافلتي أمشي وأزرع في أرض اليباب ربى

الأحد، 26 يوليو 2009

أينَ أَنتَ
 عبد الله الهدية الشحي 

لـي مـقـلـةٌ لا تستريح من البكا
تـبـكي  على فقد الحبيب وتنحبُ
عـبـراتـها  تنهلُّ فوق محاجري
كـالـسـيـل إلا أنـهـا تـتلهبُ
إن  جـفَّ يـنـبـوعٌ تفجر غيره
فـكـأن نـبـع دموعها لا ينضبُ
نـاديـتـهـا ورجـوتها مستعطفاً
حـتـى غـدت من حالتي تتعجبُ
يـا مـقـلـتي جودي بدمعك إنني
أزداد أنـسـاً بـالـدموع وأطربُ
فـهـيَ  الـملاذ لوحدتي ولغربتي
وهـيَ الـتـي بـسعيرها iiأتطببُ
مـا  حيلتي ضاقت عليَ النفس من
هـول الـفـجيعة والفجيعة تُرعبُ
عـامٌ يـمـر عـلى رحيلك سيدي
والـنـفس  من نار الجوى iiتتعذبُ
أمـسـي  رفـيقاً للشجون وأغتدي
مـتـجـرعاً من كأسها ما يصعبُ
فـسـل الـتباريح التي في مهجتي
ومُـدى  الـجـراح فإنها لا تكذبُ
مـن  بعد بعدك عفت أحلام الكرى
والـكـون أمسى من عويلي يَتْعَبُ
عِفتُ الديار وما احتوت من زخرفٍ
وطـلـبت قربك حين عزَّ المطلبُ
ريـح  الـفـراق تلاعبت بإرادتي
عـصـفـت بـحـلمٍ للهنا يتأهبُ
فـلـمن  ورودي والعطور وطيبها
وسراجُ  عمري عن عيوني يُحْجَبُ
مـا عـاد قـلـبـي مثلما كنا معاً
لـحـضور  أفراح الأهالي يرغبُ
ودَّعْـتُـهـا  مـذْ ودعتني شمسكم
وكـسـا  تـبـاشير اللقاءِ الغيهبُ
لا عـرسَ لا أعـيـاد مـيلادٍ ولا
حـفـلاتِ أخرى في حياتي تطلبُ
فـارقـت  أفـراح الرفاق جميعها
وغـدوتُ  مـن دعـواتهم أتَهرَّّبُ
ُ  حـيـنـاً فـيـبـدون iiالأسـى
بـعـضٌ يـسامحني وبعضٌ يعتبُ
هـذا أنـا عـشـقٌ وقـلبٌ iiحائرٌ
ودروب  حـبٍّ بـالأسى تَتخضََّبُ
شـوقٌ  وخلٌّ غاب عن وجه الدنى
قـد كـان فـي بذل المحبةِ يُسْهِبُ
عـذبٌ كـنـبـع الـمـاءِ إلا أنه
بـصـفـائـه المعهود حتماً أعذبُ
والـيـوم  لا أمـاً تـداعـب خده
أو  تـرتـجـي مـنه بريداً يُكتَبُ
فـي حـفـرةٍ الله يـعـلـم سرها
مـن هـولـها نفس الورى تتهيَّبُ
يـا  سـيـدي إنـي بـكـم لَمُدَلَّهٌ
قـلـبـي عـلى همِّ التساؤلِ يدأَبُ
رغـم  الـيقين بأن شخصك راحلٌ
وبـأنـه بـيـن الـلـحود مغَيَّبُ
مـازلـتُ  أسأل عنك أحلام الصبا
والـحـبُّ  والشوقُ الذي لا يغربُ
ودفـاتـري  وخـواطري وقصيدةً
أنـغـامـهـا  وحروفها لك تُنْْسَبُ
ورسـالـةً  مـن راحتيك تعطرتْ
فـغـدا  الـشذا من فوحها يتطيَّبُ
وإِخـالُ  أنـكَ فـي المجالس سيدٌ
بـكَ كـلُّ أَقـوال الـورى تتهذّبُ
وأَراك  في الطرقات تسبق خطوتي
فـأتـوق شـوقـاً لـلقاءِ iiوتهربُ
مـتـخـفـياً  بين الزحام مراوغاً
عـن بـعد تزجيني السلام وتذهبُ
وأحـسُّ  أنَّـكَ فـي زوايا غرفتي
طـفـلٌ  وديـعٌ بـالعرائس يلعبُ
فـأطـيـرُ شـوقاً لاحتضانك مرةً
وأعـود مـكـسور الخواطر أندبُ
فـألـوذُ  بـالعبرات أذرفُ أدمعي
وأظـلُّ  فـوق مـطـارفي أتقلَّبُ
أشـكـو  لـها ضعفي وقلةَ حيلتي
وظـلام  لـيلي حين غاب الكوكبُ
مـتـسـائلاً  في حيرةٍ ومشاعري
شـلال حـزنٍ جـارفٌ يـتصبَّبُ
أَتُـراك تـذكـرني وتذكر عشرتي
تـلـك  الـتـي كانت بنا تَتَرَطَّبُ
هـل حـقَّ قـول الناس أَنك ميتٌ
وبـأَن  مـن تحت الثرى لا يُرْقَبُ
مـا حـالُ أهلك والرفاق وصحبهم
وصـبـاك أَفضل من يُرادُ ويُطْلَبُ
قـد  كـنـت فيهم مخلصاً ومسانداً
تـبـدي الـمـحـبةَ منهمُ iiتتقربُ
كيف  استطاعوا أن يواروك iiالثرى
تالله إنّـي مـنـهـمُ مـسـتغرِبُ
يـا سـيـدي إنَّ الـحـياةَ مريرةٌ
فـبـدون وصلك كلّ ُشيءٍ يصعبُ
خـذْ كـلَّ أَيـامـي وعدْلي iiساعةً
خـذ  كـلَّ شيءٍ في حياتي يعجبُ
مـا  عـدت أحـتمل النوى فعذابه
حـمَـمٌ عـلى أحزان قلبي iiتُسْكَبُ
فـلـئـن صدحتُ بسرِّ حبي جملةً
لا تـحـسـبـني في ودادي أَذنبُ
هـذي أحـاسـيسي تضجُّ بجرحها
لـيـت الـحـياةَ لمن بقبرٍ توهبُ
لـكـنـهـا  الـدنـيا رحيلٌ iiدائمٌ
كـلٌّ  يـودع والـلـيـالي مركبُ
إنْ أَمـهـلـتـنـا فـي هناها مدَّةً
مـن  مـرِّهـا لابـد يوماً نشربُ

هناك تعليقان (2):

  1. الشاعر الكبير والقدير

    أسعدني الحظ مصادفة لقراءة مدونتك التي تحفل بروائع الشعر العربي

    دمت بكل مودة واحترام

    ورد

    ردحذف
  2. عبد الله الهدية مذ قرأتك أول مرة بقصيدة ريانة العود لم أعد أستغرب روائع شعرك

    ردحذف